البلاد – جدة
تتوالى أمجاد الدولة السعودية على مدى تاريخها العريق، فقد استمرت الدولة الأولى 94 عاماً هجرياً، وتحديداً حتى عام 1233ه (1818م)، ولم تمضِ سوى سبع سنوات هجرية على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، رحمه الله، من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية عام 1240ه (1824م)، واستمرت تسعة وستين عاماً من قيامها. تمكن الإمام تركي من توحيد معظم أجزاء الجزيرة العربية في مدة قصيرة، مستمراً على المنهج الرصين الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى وهو حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309ه – 1891م. فقد تولى مقاليد الأمور، وكثف جهوده لإعادة توحيد البلاد، ولكن أرسل محمد علي حملات عسكرية لإخراجه إلى بلدة الحلوة جنوبي الرياض وذلك في عام 1236ه، وفي عام 1240ه، فكوّن الإمام تركي بن عبد الله جيشا كبيرا، بهدف تضييق الحصار على الرياض، وهو ما جعل الحامية العثمانية تضطر إلى الصلح، وبالفعل وافق الإمام تركي على ذلك مقابل مغادرتها نجد، وهنا دخل الإمام الرياض وجعلها عاصمة الدولة السعودية الثانية، وبعد عامين من حكمه، بايعته البلدان بالإمامه وسعى من خلال ذلك إلى إعادة توحيد البلاد السعودية.
بطولات وولاء
ويروي المؤرخون أن الإمام تركي بن عبد الله بدأ في رمضان عام 1238ه تحَرُّكَه من بلدة الحلوة جنوبي نجد، لإخراجِ بقية القوَّات الغازية وحامياتها الموجودة بالرياض ومنفوحة، حيث جمَعَ أتباعه عند بلدة عرقة قُربَ الرياض، وتوافَدَت إليه جموعُ المؤيِّدين من سدير والوشم.
وبعد قتالٍ استمَرَّ لمدة عام ضد الحاميتين أجبر من كان فيهما من الجنودِ على المغادرة إلى الحجاز في أواخر عام 1239ه، وأمر مشاري بن ناصر آل سعود بدخولِ الرياضِ، وتوجَّه هو إلى الوشم؛ حيث أقام في شقراء مدة شهر، وفيها قَدِمَ عليه أمير عنيزة يحيى بن سليم مبايعاً إياه على السمع والطاعة، وذلك في مستهَلِّ عام 1240ه. ويُعَدُّ هذا التاريخ الذي رحلت فيه قواتُ الوالي العثماني محمد علي حاكم مصر آنذاك عن نجد، هو بدايةً لقيام الدولة السعودية الثانية، وعاصمتُها الرياض، وانتقل الحكمُ في أسرة آل سعود من أبناءِ عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى أبناء عبد الله بن محمد بن سعود، وفي خلالِ عامين شَمِلَت هذه الدولة معظَمَ بلاد نجد، ودان أهلُها بالولاء لتركي بن عبد الله.
تنظيم الموارد
نظام الحكم للدولة السعودية الثانية كان قائماً على الشريعة الإسلامية، وسُمِّيَ الرئيس الأعلى للدولة والحاكم لها بالإمام وهو مختص بحفظ الدين وإقامة الحدود وتحصين الدولة، وكان يجتمع بمستشاريه لمناقشة أحوال الرعية وأمور الدولة في ديوان القصر الموجود في العاصمة الرياض.
وفي الشأن الاقتصادي، نظمت الدولة السعودية الثانية مواردها المالية لتغطية المصروفات مثل مرتبات الموظفين والنفقات العسكرية الخاصة بتجهيز الجند والحملات القتالية والشؤون الاجتماعية.
ازدهار ومخاط
امتد حكم الإمام تركي قرابة عقد من الزمن، أمضاها في مواجهة الأعداء وصد هجمات حامياتهم المسلحة، حتى تم إخراج القوات المعتدية وإعادة تأسيس الدولة السعودية للمرة الثانية، وعى خطى أسلافه، بدأ الإمام تركي العمل على إعادة ترسيخ نفوذ الدولة السعودية في المنطقة وتوحيد الجزيرة العربية ونشر الدين الصحيح على عقيدة التوحيد.
ومرت الدولة بمراحل من الازدهار قبل أن ينشأ خلاف ما بين ابناء الامام فيصل بن تركي بن عبدالله، والذي أضعف كيان الدولة وكسر شوكتها وأدى لسقوطها على يد أمير حائل أنذاك من آل رشيد في عام (1981 م).
وهكذا نشأ الإمام تركي بن عبدالله في بيئة تتسم بحنكة الإدارة والقيادة، وشهد ازدهار الدولة السعودية الأولى، واتسمت شخصيته بالشجاعة والحكمة والقيادة الجيدة والإدارة والوطنية والعزيمة والعدل بين الجميع.
توفي الإمام تركي بن عبد الله في الرياض عام 1249 ه بعد إرساء أسس العودة الثانية للدولة السعودية، وتولى الحكم نجله الإمام فيصل بن تركي، ولكن بوفاته عصفت الفتن الداخلية والمؤامرات الخارجية بالبلاد.
أمراء الدولة السعودية الثانية
• الإمام تركي بن عبد الله بن محمد ال سعود الفترة الأولى انتهت (1820م)
• الإمام تركي بن عبد الله بن محمد ال سعود الفترة التانيه (1824-1834م)
• الإمام مشاري بن عبد الرحمن بن مشاري ال سعود (1834-1834م)
• الإمام فيصل بن تركي الفترة السادسة (1834-1838م)
• الإمام خالد بن سعود الكبير بن عبد العزيز ال سعود (1838-1841م)
• الإمام عبد الله بن موسى بن ابراهيم ال سعود(1841-1843م)
• الإمام فيصل بن تركي (1843-1865م)
• الإمام سعود بن فيصل بن تركى ال سعود (الفترة الأولى (1865-1871م)
• الإمام عبد الله بن فيصل بن تركى ال سعود(1871-1873م)
• الإمام سعود بن فيصل بن تركى ال سعود الفترة التانيه (1873-1875م)
• الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركى ال سعود الفترة الأولى (1875-1876م)
• الإمام عبد الله بن فيصل بن تركى ال سعود الفترة التالته (1876-1889م)
• الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركى ال سعود الفترة الثانيه (1889-1891م)
