مستورة الوقداني
ليست مشرفة فقط إنما هي ممتعة تثلج الصدر فأي رجال نسجوا تلك الملحمة؟ وأي بسالة رسمت تلك الخطط؟ وأي شجاعة قادتهم دائما نحو القمم، كنت أتأمل في شجاعة الملك عبد العزيز موحد هذه البلاد أتأمل في عزيمة شاب قرر استعادة ملك آبائه، بل والتوسع وإرساء قواعد دولة فتية عظيمة المتتبع لتاريخها منذ التأسيس يذهله التقدم المستمر ما شاء الله والحمد لله ودعوني أعود معكم لتاريخ التأسيس العظيم والإصرار المذهل في أولئك القادة على مر عقود ثلاث انتصرت واستمرت من العام 1139هـ / 1727م.
واتخذت الدرعية عاصمة لها الدرعية التي هي اليوم معلم تاريخي وسياحي عظيم وبارز، وكان دستورها القرآن وسنة نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- وقد أرست خلال مدة حكمها الوحدة والأمن بعد الخوف والشتات، ثم انتهت لوقت قصير قرابة السبع سنوات، ثم عادت الدولة السعودية الثانية، وبعد انتصار مؤزر استمرت قرابة الثمانين عاماً، ثم انتهت أيضاً، وفي كلتا الفترتين أجريت إصلاحات عديدة كان هدفها رفاهية المواطن، وراحته وتأمين العيش الطيب له حسب إمكانيات ذلك الزمن، والدولتان الأولى والثانية تعرضتا لحملات القضاء عليها، وتصدت لها حتى انتهت الدولة الثانية عام 1319 هـ / 1902م، وبعد انتهائها بعشر سنوات سطعت الدولة السعودية الثالثة وهي القائمة حالياً، والتي بإذن الله ستبقى ما بقي العالم ستظل بفضل الله وحمايته شامخة عزيزة إلى يوم الدين، المتأمل في مسيرة التأسيس في مراحلها الثلاث يجد العزم والتصميم المتوجين بالقوة والإرادة؛ مما ميز حكامها بأنهم رجال لم تثنهم المصاعب أو التحديات، بل زادتهم إصراراً ولسان حالهم يقول نحن لها، المتأمل يقف متعجباً من شدة أولئك الرجال الأفذاذ، من قدرتهم، من تجاوزهم للصعاب، من حبهم لموطنهم وتفانيهم من أجل استرداده واستقراره وأمنه،
ويستقر التأسيس في أجمل مراحله عند المرحلة الثالثة التي نعيشها اليوم، والتي عكست رغبة الشاب المؤسس الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين، والذي رسم خطته الرائدة لتوحيد هذه البلاد، وختم مسيرة توحيده بإطلاق اسم المملكة العربية السعودية على وطن مترامي الأطراف يضم بين جنباته أطهر البقاع وأثمن الآثار التاريخية وأوفر الخيرات وطن أكرمه الله بالأمن والازدهار الذي كان هدفاً للمؤسس ولأبنائه من بعده الذين ساروا على نهجه معتزين بتاريخهم وتأسيس هذا الكيان العظيم الذي اتخذ شعاراً يحمل رموزاً اعتزت بها المملكة منذ أكثر من ثلاثة عقود ألا وهي الراية والخيل والصقر والنخل والسوق رموز كانت وما زالت حكاية كل سعودي أعتز بها ولا يزال؛ ولهذا كان يوم التأسيس يوماً تاريخياً يستحق الاحتفال، ويستحق كل كلمات الإعجاب والفرح، فقد أسس الأبطال وطناً كتب الله له الامتداد والعز والرخاء كتب الله له بفضله ثم بفضل خيراته وقادته وشعبه الوفي التقدم والازدهار حفظ الله مملكتنا وقادتنا وأهل هذا الوطن الطيب الأوفياء، وكل عام والجميع بخير ودمتم.
almethag@