متابعات

«اللويحي» يعيق الدماغ والحبل النخاعي

جدة ـ عبدالهادي المالكي

تقوم وزارة الصحة بجهود كبيرة في سبيل التوعية بمرض التصلب المتعدد، وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمصابين به في مختلف مستشفيات المملكة، وتوفير أدوية تساعد على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة للمرض، وعلاج الانتكاسات أو الهجمات، وتعديل مسار المرض، علاوة على العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاج النفسي، والتغذية المتوازنة، حيث تساعد المرضى على التعامل مع المرض وتحسين جودة حياتهم، لا سيما وأن هذا المرض لم يكتشف له علاج حتى اليوم.

وفي هذا السياق قالت الدكتورة فاطمة الزهراني “التصلب المتعدد “اللويحي” هو مرض من المحتمل أن يُعيق الدماغ والحبل النخاعي “الجهاز العصبي المركزي”.

وفي مرض التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي غمد الحماية “المايلين” الذي يغطي ألياف الأعصاب، ويسبب مشاكل في الاتصال بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم. وفي النهاية، يمكن أن يسبب المرض تلفاً أو تدهوراً دائمين للأعصاب”.
وعن الأعراض قالت: “قد تختلف علامات وأعراض التصلب المتعدد اختلافاً كبيراً من شخص لآخر وخلال مسار المرض وفقاً لمكان الألياف العصبية المصابة. غالباً ما تؤثر الأعراض على الحركة، مثل التنميل أو ضعف في أحد الأطراف أو أكثر، ويحدث عادةً على جانب واحد من الجسم في المرة الواحدة، أو الساقين وجذع الجسم، فضلاً عن أحاسيس مشابهة للصدمة الكهربائية التي تصاحبها حركات معينة في الرقبة، وخصوصاً انحناء الرقبة للأمام، الرُعاش أو انعدام التنسيق أو المشية غير المتزنة”.

واستطردت كما تُعد مشكلات الرؤية شائعة أيضاً، ويشمل ذلك: فقداناً جزئيّاً أو كلّيّاً للرؤية، عادةً في عين واحدة في المرة الواحدة، وغالباً يصاحبه شعور بالألم في أثناء حركة العين ورؤية مزدوجة لمدة طويلة ورؤية ضبابية، وقد تشمل أعراض التصلب المتعدد أيضاً، تداخُل الكلام، الإرهاق، الدوخة وخزاً أو ألماً في أجزاء من الجسم مشكلات في وظائف الأمعاء والمثانة.
أما الأسباب فلا يوجد سبب معروف للتصلب المتعدد. حيث يُعد أحد أمراض المناعة الذاتية، الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم أنسجته. في حالة التصلب المتعدد، يدمر هذا التعطل الذي يصيب الجهاز المناعي المادة الدهنية التي تغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل النخاعي وتحميها.

ولا يمكن لأي شخص أن يمنع ظهور مرض التصلب العصبي المتعدد، لأن الأطباء لا يعرفون حتى السبب الدقيق للمرض. وتعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهذا المرض، حيث كشفت دراسة علمية حديثة أن الرجال أقل احتمالا للحصول على التصلب المتعدد من النساء، وذلك لسبب واحد هو أنهم محميون بسبب المستويات العالية من هرمون التستوستيرون. كما لا يوجد هناك عمر محدد حيث يمكن أن يحدث مرض التصلب المتعدد في أي عمر، لكنه يظهر لأول مرة في الغالب لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاماً.


وعن العلاج قالت: “لم يظهر حتى الآن علاج شافي من مرض التصلب المتعدد. وهناك أربعة مسارات للأدوية. كل دواء قد يناسب مريضاً، ولا يناسب مريضاً آخر. وكل هذه الأدوية تساعد على التقليل من الهجمات، أو من تأثير الهجمات، كما لا توجد مراكز متخصصة للمرضى والعلاج يتم فقط بالمستشفيات الحكومية بالمدن الكبرى، حيث يتوفر بها بعض العلاجات وليس كلها. أما المدن الطرفية للأسف لا يوجد بها متخصصون من أطباء المخ والاعصاب، وبالتالي الأدوية مما يضطر المريض أن يأخذ الدواء عن طريق المستشفيات الكبيرة.

أما بالنسبة لمراكز العلاج الطبيعي للأسف لا يوجد هناك مراكز متخصصة للتعامل مع مرض التصلب المتعدد مثل المراكز المتخصصة في ألمانيا والتشييك وشيكاغو، مما يؤدي إلى تطور أعراض المرض مع المريض، وبالتالي هناك بعض الحالات وصل بها الحال إلى الإعاقة.

وأضافت نحن نعول على وزارة الصحة في بذل الحراك الكبير لتوعية المجتمع بهذا المرض وكيفية التضامن مع المرضى. وذلك يتم عن طريق ورش العمل واللقاءات والندوات التوعوية بالمرض، والحياة العصرية لم يثبت أن لها علاقة بالمرض. ولكن جودة الحياة تساعد على تحسين حالة المرضى مثل العلاج الطبيعي، والعلاج النفسي والرياضة العلاجية والتغذية العلاجية وكذلك الابتعاد عن الضغوطات النفسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *