متابعات

أكدت أن ضعف التمويل أكبر التحديات.. نور فتياني لـ«البلاد»: القوانين الرادعة تحمي «الأليفة» من الإهمال

البلاد – جدة

أكدت نور فتياني المشرفة بفريق Open Paws التطوعي، أن للحيوانات حقوقاً يجب أن تحفظ لحمايتها من الإهمال وإساءة المعاملة، مشددة على أن هناك تحديات تواجه منظمات حقوق الحيوان في المملكة، من بينها ضعف التمويل، وقلة المتطوعين الملتزمين، وانعدام التوعية بكيفية التعامل مع الحيوانات، وارتفاع أسعار خدمات العناية بالحيوانات الأليفة.

وقالت لـ”البلاد”، إنه من المهم جداً وجود ثقافة ووعي حول امتلاك الحيوانات الأليفة وإدراك تحمل مسؤوليتها، فمربي الحيوانات بحاجة إلى التخطيط المسبق وفهم المتطلبات والموارد المالية اللازمة لامتلاك حيوان أليف.

•• كيف تُعرّفين حقوق الحيوان، وما الذي ألهمك للانخراط في هذا المجال؟
– حقوق الحيوان بالنسبة لي، تعني أن الحيوانات لها صوت (أو حقوق)، ويتم التعامل معها ككائنات حساسة، بحيث يتم اتخاذ إجراءات صارمة من قبل السلطات تجاه كل من يسيء معاملتها. وهذا يعني أن معنفي الحيونات معرضون للعقوبات اعتماداً على درجة تعنيف الحيوانات، والتي تشمل: الغرامة، السجن، المنع من امتلاك حيوانات مستقبلاً، ونقل الحيوانات المعنفة إلى ملاجئ لإعادة تأهيلها للعيش بسلام. تشجعت للخوض في هذا المجال بعد رؤية العنف الشديد الذي تتعرض الحيوانات. الكلاب تتعرض للتسمم، الحيوانات تلقى في الشوراع، ويساء معاملتها داخل المنازل، وضع الحيوانات البرية في أقفاص، هذا بالإضافة إلى الأوضاع المزرية للحيوانات في حدائقها. نحن كمجموعة من محبي الحيوانات قررنا أخذ خطوة لحماية الحيوانات، وأنشأنا فريقاً لإنقاذ الكلاب في محاولة منا لإحداث فارق.

•• هل يمكنك وصف بعض التحديات الحالية التي تواجه منظمات حقوق الحيوان وجهودها؟
– من أهم التحديات التي تواجه منظمات حقوق الحيوان في السعودية، تشمل: التمويل الضعيف، وقلة المتطوعين الملتزمين، وانعدام التوعية بكيفية التعامل مع الحيوانات، وعدم وجود قوانين صارمة تحمي الحيوانات، وارتفاع أسعار خدمات العناية بالحيوانات الأليفة.


•• كيف ترين دور الناس في تعزيز حقوق الحيوان ووضع حد لتعنيفها؟
– من المهم جداً وجود ثقافة ووعي حول امتلاك الحيوانات الأليفة وإدراك تحمل مسؤوليتها، فمربي الحيوانات بحاجة إلى التخطيط المسبق وفهم المتطلبات والموارد المالية اللازمة لامتلاك حيوان أليف، وإذا كانوا لا يريدون هذا الحيوان لأي سبب، فلا يتم التخلص منه برميه في الشارع. إنهم بحاجة إلى محاولة تبني الحيوانات بدلاً من شرائها. وإذا أراد الشخص شراء حيوان عليه عدم اقتناء أحد الحيوانات البرية أو المهددة بالانقراض، مثل: قرد البابون، الثعلب، الذئب، الأسد وغيرها. وإذا كان شراء الحيوان خياراً، فعليهم بذل قصارى جهدهم للعثور على شخص حسن السمعة يتعامل معه جيداً، ولا يهتم بالمال فقط.

•• ما هي بعض المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعاً حول حقوق الحيوان، وكيف تتعاملين معها في عملك؟
– من المفاهيم الخاطئة قول البعض إن الحيوانات لا تستحق الحقوق وعلينا التركيز على البشر، وكذلك قولهم إن الحيوانات معتادة على الحياة في الشارع، أو في الأقفاص، ويمكن أن تتكيف مع المشقة، وستبقى على قيد الحياة. غالباً ما نعالج هذه المفاهيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نحاول تسليط الضوء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “في كل كبدٍ رطبة أجر”، سواء كان إنساناً أو حيواناً، كلهم ​​يعتبرون أرواحاً تستحق المساعدة. ونسلط الضوء أيضاً على الحيوانات المعنفة، الخائفة والمصابة التي تحتاج إلى مساعدتنا. هذه الحيوانات مهملة، وتعاني في الشوارع، ولا تستطيع مواجهة العوامل الطبيعية أو إيجاد الطعام والاعتناء بنفسها. نعيد التأكيد على أنها تستحق الأفضل. ونحن دورنا كبشر العناية بها.

•• برأيك، ما هي أهم القضايا بخصوص رعاية الحيوان في مجتمعنا؟
– تتعرض الحيوانات لسوء المعاملة والإهمال، ويتخلى عنها البشر دون وجود أي عواقب، وتبيع المتاجر الحيوانات في ظروف مروعة في ظل غياب العقوبات، بينما يتم وضع الحيوانات البرية في أقفاص وخزانات للترفيه البشري دون ردع.

•• هل تعتقدين أن جماعة الرفق بالحيوان يمكن أن تتعاون بشكل فعال مع الجماعات الأخرى لإحداث تغيير إيجابي؟
– ينبغي خلق المزيد من المساحات الآمنة للأشخاص وحيواناتهم الأليفة، مثل: حدائق ومقاهي للكلاب، ومناطق مخصصة لمشي الحيوانات الأليفة، مع فرض عقوبات قاسية على من يسيئون للحيوانات، والتشجيع على الإبلاغ عن الأشخاص المسيئين لها، وإنشاء مساحات آمنة للحياة البرية (محميات) خاصة بالحيوانات التي تم إنقاذها، ونشر الوعي بكيفية الحفاظ على الحيوانات التي يتم تهريبها والإتجار بها بشكل غير قانوني. ولا بد من إيجاد حل للكلاب البرية وقطط الشوارع، والذي يتضمن (إمساك، وإخصاء/تعقيم، وإطلاق).

•• ما الذي تأملين في تحقيقه في السنوات الخمس المقبلة في مجال الرفق الحيوان، وما هي الخطوات التي تعتقدين أنها ضرورية للوصول إلى هذه الأهداف؟
– ما نسعى لتحقيقه في السنوات الخمس القادمة هو: مساعدة أكبر عدد ممكن من الكلاب إما من خلال إنقاذها، أو إعادة توطينها، أو عن طريق مساعدة أصحاب الكلاب في إعادة التوطين، أو ربطها بمأوى الحيوانات لجعل ملكيتها أسهل وتقليل ظاهرة التخلص من الحيوانات الأليفة.

•• كيف نفعل ذلك؟
– بالاستدامة، بمعنى أننا نريد أن يكون لدينا مصدر تمويل مستدام، حتى نتمكن من الاستمرار في القيام بالعمل الذي نقوم به، وكذلك التعاون مع الجهات المختصة لإنشاء قاعدة بيانات للحيوانات الأليفة (خاصة للكلاب والقطط)، والتي يمكن أن ترتبط ببرنامج (أبشر)، بحيث يمكن للأشخاص تسجيل حيواناتهم الأليفة وتحمل مسؤوليتها، ونسعى لأن نصبح كياناً رسمياً يمكنه العمل مع المسؤولين في الجهات المعنية لنشر الوعي بشكل أكبر للحد من إساءة معاملة الحيوانات الأليفة وهجرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *