في سبعينات القرن الماضي واثناء ابتعاثنا للولايات المتحدة الامريكية كنا نعاني الامرّين عند عودتنا للمملكة لعدم وجود رحلات مباشرة بين المملكة والولايات المتحدة، مما يضطرنا آنذاك للعودة للمملكة عبر اوروبا، مطاري باريس او لندن، او فرانكفورت، مما نضطر معه لقضاء ليلة او عدة ساعات في صالات الترانزيت.
وفي الثمانينات الميلادية، أهدى خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله، عشر طائرات جمبو من طراز 747/300 لتنضم لاسطول 747/100 العاملة على شبكة الخطوط الجوية العربية السعودية، وبدأت الخطوط السعودية في تشغيلها على رحلات المملكة – الولايات المتحدة (نيويورك وواشنطن) المباشرة.
وتميزت تلك النسخة بمميزات فاخرة وبتصميم فريد لمقاعد الدرجة الاولى بنسخة (الفارس) الذي لم يكن يتوفر على اسطول شركات الطيران العالمية الاخرى، وانفردت الخطوط السعودية بتخصيصه لركاب الدرجة الاولى، وتميّزت خدمات الخطوط آنذاك بخدمات لم تكن متاحة على معظم شركات الطيران العالمية، بمافي ذلك تعيين شيف طبيخ لركاب الدرجة الاولى ودرجة رجال الاعمال، وحققت الناقل الوطني العديد من الجوائز العالمية على مستوى خدمة كابينة الدرجة الاولى ودرجة رجال الاعمال، بما حقق نقلة مميزة للسعودية على مستوى العالم.
وشملت رحلات الجامبو محطات كبيرة شرق آسيا، وكوريا واوروبا والولايات المتحدة الامريكية، لتنافس اكبر شركات الطيران العالمية.
واليوم، والخطوط السعودية تودّع ملكة الاجواء، بوقف رحلاتها واحالتها للتقاعد، فإن ذكراها ستبقى عالقة في ذاكرة كافة مسافري الخطوط السعودية ، ومستخدمي مثيلاتها من الطائرات، فالجميع يذكر وبدون شك، نماذج من الطائرات التي خلدها التاريخ، فهناك الكوميت النفاثة، ومن جيل البوينج كان هناك نموذج 707 و720، وهناك طائرة الترايستار الفريدة والتي استخدمتها الخطوط السعودية في مرحلة سابقة قبل توقف صناعتها، وهناك طائرة الكونكورد التي انتجتها بريطانيا وفرنسا قبل ان يتم وقف انتاجها لاسباب مجهولة.
سيبقى نموذج ملكة الاجواء 747/300 من اجمل النماذج التي انتجتها شركة بوينج، خالداً في ذاكرة كل من سافر على متنها واستمتع بهدوئها، الذي لا مثيل له آنذاك، وعزاء عشاق “الجمبو جت” أن عجلة التكنولوجيا ستنتج ما يعوض ركاب الطيران النفاث ببديل نتمنى ان يكون اجمل من ملكة الاجواء المتقاعدة.
mbsindi@
كاتب صحفي ومستشار تحكبم دولي