جدة – عبدالهادي المالكي
بعد انفتاح المملكة على صناعة السينما، سيكون للاستثمار مكانة كبيرة في هذه الصناعة التي ستجذب كثيراً من المهتمين من مختلف أرجاء العالم للمشاركة في هذه التجربة. وأعتقد أن هذا سينعكس مثلاً على وزارات التربية، حيث ستوفر مقاعد لدراسة السينما بكل عناصرها، وسيفتح المجال أمام كثير من الحِرف في البلد مثل المطاعم ومحلات صناعة الملابس وورش الديكور ومحلات تأجير السيارات والفنادق والعقارات وغيرها، فعند تصوير أي فيلم لا بد أن تحتاج إلى كل هذه المحلات لفرق العمل ولتحقيق الفيلم، ناهيك عن شركات الإنتاج التي ستكبر بهذا القرار، والانتعاش الأكبر سيصيب المستثمرين في دور العرض الحديثة، كما أن فرص العمل التي ستتوفر وستكون ضخمة، سواء عند تصوير فيلم ما، أو من خلال شركات الإنتاج التي ستنشأ، أو من خلال شركات دور العرض.
ولا شك في أن الحياة ستدب بقوة في السينما الخليجية بشكل عام، بفعل الحراك الحاصل اليوم في السينما السعودية.
كما ستوثق السينما ذاكرة وتاريخ المملكة بشكل جيِّد للأجيال المقبلة، وسيرى الأدباء والشعراء والروائيين والمؤرخين والموسيقيون أعمالهم على الشاشة الكبيرة، وسيشارك الجمهور برأيه فيها. وستكون هناك مشاركات كثيرة للفيلم السعودي والخليجي في أهم المهرجانات السينمائية التي وصل لها كثير من السينمائيين السعوديين من قبل. وستؤدي وزارة الثقافة السعودية دوراً كبيراً في نشر الثقافة السينمائية واستغلال انعكاساتها الثقافية.
وفي هذا السياق أوضح الممثل عماد اليوسف أن جهود صناعة السينما بدأت تتضح الآن، حيث إن وزارة الثقافة والقائمين عليها يبذلون الجهد من أجل إبراز السينما السعودية، ولن يكتمل هذا الجهد إلا بدعم الجهات الخاصة.
بالنسبة لمشاركة الأفلام السعودية في المهرجانات العالمية، فقد كانت حلماً والآن أصبحت شيئاً واقع وتمنياتنا لكل الأفلام المشاركة بالتوفيق والنجاح، ولكن نتمنى أن يكون الدعم في هذا المجال أقوى، حتى نرى هناك زخماً كبيراً من الأفلام، وتكون بجودة عالية.
أما دور توظيف التراث والأساطير في صناعة السينما السعودية، فأنا أرى أن أي شيء يخدم صناعة السينما لا بد أن يضاف، وأن يكون له مساحة في صناعة الأفلام السعودية، لأننا ما زلنا في البداية لذا يجب أن كل ما يخدمنا أن يتوظف في الأفلام السعودية إلى السينما، وأن يكون هناك تنويع في الأفلام؛ لأن الأفلام القائمة لا يوجد فيها تنويع، وأن لا تبقى على الشباب فقط. واستطرد هناك توجه لكثير من الرغبات الشبابية لدخول عالم السينما، فكل ما أبدعنا في الدراما أصبح لدينا رغبة كبيرة في الأجيال القادمة في المشاركة والالتحاق في مدارس السينما إن وجدت.