لا تكاد رواية كتبت في حقبة زمنية مضت تخلو من قصة حب، حتى تلك التي تحدثت في جانب الخيال العلمي أو الحرب والموت أوالديستوبيا أو في أدب السجون كذلك، مما يجعل ذكر الحب فيها يلطف الحكاية.
لكن هناك روايات أساسها الحب كُتبت لأجله فقط، سواء كان رقيقاً فيها أم مسموماً، أو مثالياً لدرجة ألا خطأ فيه.
وأصل كتابتي لهذا المقال عندما قرأت رواية جنازة سماوية للكاتبة الصينية “شينران” -إحدى الروايات التي قرأتها مرتين- وتحكي عن طبيبة قررت التخلي عن حياتها في المدينة والبحث عن زوجها في الجبال ما يقارب عشرين عاماً حتى عرفت ما آل إليه مصيره، ورغم ذلك لم تذق طعم الحب بعده؛ حينها بدأت بتتبع الحب في الروايات التي تحدثت عنه بصورة خاصة، أو ذُكر عرضياً فيها.
وبالرغم من جمالية الحب فأنه غالباً في الروايات لا ينتهي بصورة الأفراح والليالي الملاح، بل يكون ذا نهاية حزينة وهنا أصل كمال الحب والهلاك فيها.
ففي رواية آنا كارنينا للكاتب “ليو تولستوي” التي أغرم بها رجلٌ كان يرتبك كلما مرّ بجانبها، فيما هي أحبت رجلاً آخر تخلت بسببه عنسعادتها الزوجية، لكن ببساطة انتهى بالموت.
وكما كان الهلاك بسبب الحب الذي حدث لآنا كارنينا فإنه حدث لازميرالدا بطلة رواية أحدب نوتردام للروائي “فيكتور هوجو”، حين صارت لعنة الحب جعلها متهمة بالشعوذة والسحر.
حسناً؛ ليس كل روايات الحب تنتهني بالموت، سيكون ذلك الأمر صادماً للقارئ لكن وصمة الهلاك مرتبطة فيها، ولذلك حين تقرأ رواية مفعمة بالحب للحدّ الذي تتنهد بين كل صفحة وأخرى وتبدأ بتقليب الصفحات بصورة أسرع لأن هناك فراقاً “متوقعاً” يحدث بين صفحاتها كما في رواية مادونا صاحبة معطف الفرو للكاتب التركي “صباح الدين علي”، ورواية ستونر للأمريكي “جون ويليامز”.
ولكن ليس كل الروايات تتحدث عن الحب بين عاشقين، بل هناك الهلاك في الحب الملائكي الذي يكون بريئاً بين شخصين كما كتبه الروسي”فيودور ديستويفسكي” في رواية الفقراء، -والتي كانت سبب شهرة ديستويفسكي- حين كان الحب أبوياً بين الكهل ماكار دييفوشكينوحبيبته الصغيرة ماتوشكا، وبين أمير وحسان في رواية عداء الطائرة الورقية للأفغاني “خالد حسيني” لكن بطبيعة الحال حدث الهلاك فيالروايتين وكلاً بقصته الخاصة فيها.
وبرأي شخصي أرى أن ما يجمل الحب هو نهايته غير السعيدة، نعم هذا الحب الخالد في قلبك، الذي تحدثت عنه الروايات بالنيابة عنك،الحب الذي لا يكتمل بأن تشيب مع المحبوب ويكون روايتك الخاصة والهلاك الخاص بك الذي الذي تتذكره في سطر رواية قد تقع عليها بالصدفة.
i1_nuha@