نجاح المنظمات والشركات يقاس بمستوى رضا العملاء والموظفين .. إلا أن موضوعنا اليوم يناقش أهمية المزايا التي تحقق إحتياجات ورضا الموظفين العاملين بدرجة عالية عن منظمتهم .. لما له من أهمية بالغة في استمرار نجاح المنظمة أو المؤسسة على اعتبار القوى العاملة هي الثروة الحقيقية التي تمتلكها المنظمات.
وأزعم بشدة .. أن المزايا التي تمنح للموظفين هي ضرورة وليست رفاهية قابلة للأخذ والعطاء والمتاجرة بها من قبل القائمين على المنظمات .. بل يجب أن يشعر الموظف أن مؤسسته أو شركته تستثمر في مستقبله عن قناعة ومسؤولية .. وهي الوسيلة القوية التي تساعد المنظمة على جذب القدرات المبدعة والحفاظ عليها حتى تستطيع منافسة المنظمات المثيلة لنشاطاتها. هذا وعندما نتحدث عن مزايا الموظفين نقصد بها الامتيازات التالية على سبيل المثال وليس الحصر.
الرعاية الصحية المتكاملة .. وتأتي على رأس قائمة المزايا التي تمنح للموظف .. ويجب ان تشمل الموظف وعائلته ووالديه .. وتغطي الرعاية الصحية الأولية والخدمات الطبية المتكاملة .. بالإضافة للأسنان والنظر والسمنة الخ.
مزايا بيئة العمل .. ولأن مكان العمل هو البيئة السكنية الثانية للموظف مثل منزله تماما .. بل يزيد عن ذلك .. لأنه يتطلب ابداعاً وانتاجاً وعلاقات انسانية وصحية مع زملائه .. مثل أجواء العمل وديكورات المكاتب والأثاث المريح وثقافة المنظمة المصاغة بعناية وأماكن استراحة الموظفين وتوفير القهوة والشاي والوجبات الخفيفة المجانية .. كلها عوامل جاذبة لراحة الموظف وإنتاجيته.
المزايا العامة الضرورية لحياة كريمة مرفهة للموظف وعائلته .. مثل برنامج الرواتب التصاعدي والعلاوات وقروض السكن وتعليم الابناء .. والمسار الوظيفي والفرص التدريبية والمساعدات التعليمية للموظف التي تضمن له التعلم مدى الحياة .. وبرامج المزايا الممتد الى ما بعد التقاعد .. وفق خطة الاستعداد للتقاعد ودعم برامجها.
هذا وتشير الدراسات الى أن 49 % من الموظفين يبحثون عن عمل آخر خلال 12 شهر في حالة عدم رضاهم عن برنامج المزايا .. وأن 75 % منهم يواصلون العمل حال رضاهم بالمزايا .. وأن 40 % من الموظفين يغريهم الإستمرار في العمل إذا كان برنامج المزايا مفصلاً بناء على احتياجاتهم .. وأن الشركة تصرف 400 % من راتب الموظف في حالة استقالته لتوظيف من يحل محله.
وأخيرا .. أدعو بشدة الى منح جوائز سنوية للمنظمات التي تقدم مزايا مجزية لموظفيها.