البلاد – سكاكا
تعدّ الإبل ذات علاقة وموروث بينها وبين السعوديين بشكل عام، وفي منطقة الجوف بشكل خاص، تلك المنطقة التي تمتلك بين أحضانها موقع الجمل حيث كشفت الدراسة المنشورة في مجلة علوم الآثار (Journal of Archaeological Science) بأن هذا الموقع الذي يضم 21 نحتاً مجسماً (منها 17 نحتاً مجسماً لجِمال واثنين من فصيلة الخيليات، ونحت آخر لم تتضح هويته) قد يكون من أقدم المواقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي.
وأشارت النتائج العلمية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، إلى أن الموقع يعود لفترة العصر الحجري الحديث ما بين 5200 – 5600 سنة قبل الميلاد، ويتميز بمجموعة من مجسمات الجِمال وحيوانات من فصيلة الخيليات بالحجم الطبيعي، وتختلف في طريقة تنفيذها عن الفن الصخري الشائع في أنحاء المملكة، فهي بارزة بشكلٍ كبير عن الصخرة التي نُحتت منها ولها شكل مجسم، وأظهرت المجسات الأثرية التي تم حفرها بالموقع وجود صناعة حجرية مميزة وكذلك بقايا عظام حيوانية. وقد وصفها الله -سبحانه- بالأعجوبة في قوله: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”، وهي إحدى المخلوقات العجيبة التي وهبها الله مزايا تختص بها عن سائر المخلوقات الحية، وتنتشر الإبل في مناطق السعودية ولها مكانة خاصة بمنطقة الجوف.
وتتزين هذه الأيام صحاري الجوف بخضرة الربيع الذي يكسو الصحاري بألوانه الجميلة وأعشابه العطرية الفواحة فراشاً أخضر تزينه الزهور الملونة.
وفي مزيج بين شموخ الإبل وجمالها، وخضرة عشب الربيع تتشكل لوحات طبيعية في صحاري الجوف تستهوي المتنزهين يجلسون بجوارها يتابعون معرضاً خلقه الله وجمله بخضرة الربيع وأعجوبة الجمل، وتتسابق عدساتهم للاحتفاظ بلقطات جمالية لهذه اللوحات الطبيعية.
وتتميز عيون الإبل بأنها مجهزة لتتحمل العواصف الترابية بشكل فريد، حيث تحتوي على جفن شفاف يُمكنها إغلاقه أثناء العاصفة مع استمرار رؤيتها بوضوح، كما أن لها رموشا طويلة تحمي العينين، كما أن الإبل لها قدرة هائلة على تحمل العطش مدة قد تصل لشهر كامل إذا كان الجو بارداً. أما في درجات الحرارة المرتفعة، فيُمكن أن تكتفي بمرة واحدة في الأسبوع، كما أنها قادرة على شرب كميات هائلة من المياه في زمن قياسي، دون أن تمرض أو تموت كباقي الكائنات الحية، لأن كمية الدماء في جسدها أعلى بكثير من باقي الحيوانات، وشكل كريات الدم الحمراء لديها مُختلف وقابل للتمدد والتغير ما يُساعده على تخزين المياه لمدة أطول.
وتصدر الإبل أصواتاً مختلفة “كالرغاء” وبه تعبر الإبل عن الفزع والتضجر، “والضبح ” وهو إصدار الهواء عند الفزع بلا “رغاء”، وصوت “الحنين” وهو نوع من الحنين فيه تعبير مختلف في ترديد الصوت وعادة يكون منخفضاً قليلاً، ويرتفع مقدار الصوت إذا فقدت حوارها، إضافة إلى صوت “الإهجال” وهو نوع من الحنين فيه تعبير أكثر بصوت مرتفع. ويوجه الراعي صوتاً مميزاً إلى إبله يعرف “بالحداء” فتتبعه بناء عليه إلى المرعى أو العودة إلى أماكنها، ولكل راعٍ حداء مميز تطرب الإبل، وتنصت أذانها له، وتتجه جميعها نحوه، فتزداد نشاطا وتحث سيرها. وتتخذ الإبل أنواع مختلفة في مشيها ومنها: “الأوخد” وهو المشي العادي حيث يبدو الراكب يتمايل يميناً وشمالاً إلى الخلف وإلى الأمام، “والدرهام” وهو مد البعير لخطواته ومتابعتها بسرعة وانتظام وانسياب، و”الزرفال” وهو جري سريع تتابع فيها الخطوات بسرعة شديدة، ولكنه أقل من الدرهام، “الكبيع” وهو جمع القوائم الأمامية ورافعها إلى أعلى، ويحدث ذلك عندما يجفل البعير، و”الغارة” وهو جمع القوائم الأمامية والخلفية بسرعة وبحركة متتالية وعادة يكون في بداية السباق.