البلاد – جدة
تعتبر المملكة من أبرز دول العالم التي حرصت على دعم رياضة الفروسية، والحفاظ على الخيل العربية على وجه التحديد التي تجد اهتماماً كبيراً من محبي الفروسية في العالم نظير أصالتها وجمالها، ومنهم روسيا التي قيل إن الخيل العربية وصلت إلى أراضيها عام 1770م، وأصدرت روسيا أول سجل لأنساب الخيل العربية عام 1965م، فيما أسست السعودية مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة في جنوب مدينة الرياض 1961م.
وتحظى رياضة الفروسية باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إذ يرعى ويدعم تطور وتقدم رياضة سباقات الخيل طوال تاريخها، وأيضاً تحظى رياضة سباقات الخيل السعودية باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الذي يحرص أن تصل هذه الرياضة إلى المستوى المرموق التي تليق بها. في وقت أصدر مجلس الوزراء العام الماضي قراراً بإعفاء مربي الخيل والمشاركين في سباقاتها من المقابل المالي بحد أقصى ستة عمال فأقل.
الجائزة الأغلى
تستضيف الرياض كأس السعودية التي تبلغ جائزتها 20 مليون دولار أمريكي أي أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة جائزة أغنى سباق في أوروبا، جائزة “آرك دو تريومف” الفرنسية، مما يجعله سباق الخيل الأكثر ربحية في العالم. ويُعتبر هذا السباق قصة نجاح للمملكة في اكتساب مكانة بارزة في مجال الفروسية على مستوى عالمي. وأُجريت منافسات كأس السعودية لأول مرة عام 2020م ولكنها أصبحت بسرعة أهم فعالية في روزنامة السباقات في المملكة.
ويمتد السباق على مسافة 9 فرلنغ (1800 متر) على التراب، ويكافأ الحصان الفائز بجائزة 10 ملايين دولار أمريكي، بينما تتوزع الـ10 ملايين المتبقية بين الخيول من المتربة الثانية إلى العاشرة، وأعلى عدد المشاركين في كل سباق هو 14 فارساً. وخلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، يجري 16 سباقاً، وتقام بعض منها على أرض مكسوة بالعشب، وهذا لأول مرة في تاريخ سباقات الخيل في المملكة.
ويبلغ سعر تذكرة الدخول العامة لمسابقات كأس السعودية 93.75 ريالاً سعودياً، و46.88 ريالاً للصغار بين سن الـ6 والـ 16. وعلاوة على ذلك، يمكن شراء تذكرة خاصة ستسمح بالدخول إلى الإسطبلات، كما تتوفر أيضا باقات ضيافة.
وهناك بطولات كبرى للفئة الأولى بـ”كأسي ولي العهد” بنسختها السابعة والخمسين للخيل المنتجة “محلياً” و”المستوردة”، على أرض ميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، وتبلغ جائزة كل كأس مليون ريال. وتأتي رعاية سموّ ولي العهد امتداداً لاهتمام قادة الوطن بالخيل وما تمثّله من معانٍ سامية وبطولات خالدة لفرسان المملكة، في توحيدها على صهوات الخيل واعتزازاً بموطنها الأول، وقد أقيمت البطولة بنسختها الأولى عام 1387هـ / 1969م برعاية الملك خالد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حينما كان وليّاً للعهد، وتشهد في ظل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ منذ تولي سموه ولاية العهد ـ اهتماما بالغاً من قِبل ملاك ومدربي الخيل، مع استعدادات مبكرة ومكثّفة عبر المشاركة بما امتاز من الخيل المؤهلة، لتصنيفِ البطولة ضمنَ الفئة الأولى قبل ثلاثة أعوام، بالإضافة لقيمة جائزتها البالغة مليوني ريال مناصفة بين السباقين، بزيادة ثلاثة أضعاف ونصف عمّا كانت عليه قبل ذلك.
تصنيف سعودي مرتفع
وصلت الفروسية السعودية إلى مستوى التصنيف الثاني عالمياً، وتصنف كأس السعودية دولياً من ضمن سباقات الفئة الأولى G1، وكذلك تصنيف الأشواط المصاحبة في يوم الأمسية “دولياً” وهي كأس نيوم على العشب G3، ودربي السعودية على الرمل G3، وسباق 1351 للسرعة على العشب G3، وسباق الرياض للسرعة على الرمل G3، وسباق البحر الأحمر على العشب G3. وجاء هذا التصنيف العالمي ضمن الرؤية والإستراتيجية التطويرية التي يسير عليها مجلس إدارة هيئة الفروسية، ومجلس إدارة نادي سباقات الخيل، للارتقاء بمستوى السباقات وصولاً للمستوى الأول بحسب تصنيف المنظمة العالمية لسباقات الخيل، لتعد هذه الخطوة مهمة نحو الارتقاء، كونها أتت نتيجة عمل احترافي متكامل تم تقييمه من أصحاب القرار في منظمة سباقات الخيل العالمية، ليتم تقييم هذا الملف بناءً على النظر في مستوى الخيل المشاركة في نادي سباقات الخيل ومعدلات تصنيفها المتصاعد خلال السنوات الماضية، وكذلك منافستها للجياد العالمية خلال مشاركتها ضمن أشواط كأس السعودية في النسختين الأولى والثانية، التي كان لها أثر إيجابي في هذا الملف، من خلال استقطاب الخيل المميزة عالمياً مع ثبات أو تصاعد مستواها بعد مشاركتها، وهو دليل على جودة هذه الخيل.
وشمل التقييم أيضاً دور نادي سباقات الخيل في تطبيق العقوبات حيال استخدام المواد المحظورة، التي قد تؤثر بدورها على إبراز المستوى الحقيقي للجياد، مع تأثيرها السلبي على صحة الخيل، إذ سيمضي النادي على نفس النهج التطويري، حتى يصل للمستوى الأول، وذلك لوضع سباقات الخيل بالمملكة العربية السعودية ضمن مصاف أفضل أندية الدول عالمياً بهذا المجال، في ظل دعم القيادة غير المحدود لرياضة الأجداد.
ميادين مهمة
يعد ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية أهم مركز للسباقات في مدينة الرياض، وهو ميدان ضخم يتكون من مضامير رملية تحيط بمنطقة خضراء، وتنيره أضواء كاشفة في ساعات الليل. يمثل الميدان رمزاً لتراث السعودية العريق في مجال الفروسية، كما هو معلم لا بد من زيارته. وكان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية القائد العسكري الأخير الذي فاز معارك عديدة من سرج حصانه، وابن حفيده، الأمير بندر بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز، هو رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية.
وفي الميدان مدرج ذو 5000 مقعد يطل على المضمار وخط النهاية، كما توجد أيضاً شاشات ضخمة تعرض السباقات، بالإضافة إلى لقطات مقربة للخيل والفرسان. أما النتائج، فإنها تعرض على قائمة المتصدرين في الزمن الحقيقي لكيلا تفوت أي لحظة على المشاهدين. ويمكنهم مشاهدة السباقات من مكان قريب إلى المضمار، أو من المقهى الموجود في المدرج، حيث سيجدون أنواعاً كثيرة من المأكولات الخفيفة، كما يوجد أيضاً مطعم فاخر يقدم منظراً مرتفعاً للميدان. وتبدأ السباقات عادة في شهر أكتوبر، وتنتهي في شهر مارس بالفعالية الأكثر إثارة لمحبي الفروسية: كأس السعودية. ويستضيف الميدان سباقات طوال الموسم، وتبلغ قيمة الفعالية الواحدة، التي يشارك فيها فرسان وخيول من دول عديدة، حول 30000 دولار أمريكي.
صدارة عالمية للمملكة ببطولات الفروسية
تربعت الخيل العربية السعودية على معظم البطولات العالمية للفروسية ومن أهمها: بطولة كأس العالم للبلاتينيوم لثلاث مرات متتالية الأولى في عام 2012م، عبر الحصان العالمي (داكاروا)، ثم في عام 2013م من خلال الحصان العالمي (بانديروس) وفي عام 2014م، حققها الحصان العالمي “ماركيز”، كما توج الفحل داكارو بطلا لكأس العالم لفئة الفحول عام 2007م، فيما توجت المهرة ليان الخالدية بطلة لكأس العالم لفئة المهرات. والعائدة ملكيتها لإسطبلات الخالدية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في بطولة العالم لكأس العالم لفئة المهرات في بطولة العالم لجمال الخيل العربية الأصيلة المقامة في العاصمة الفرنسية باريس، إضافة إلى جائزة كأس العالم للفحول والميدالية الذهبية، وأفضل جواد عربي لعام 2016م لمربط عذبة، وكأس العالم للأمهر عام 2013م عن طريق الفحل أليهاندرو.
