جدة – عبدالهادي المالكي
لم تعد منصات العرض في المهرجانات مختصة بالأسر المنتجة من الأمهات والجدات فحسب، بل أن هذه المهرجانات بدأت تشهد منافسة جديدة من قبل طالبات الجامعة واللاتي يضعن بصماتهن في عرض المأكولات، ولكن منتجات الطالبات من هواة الطبخ تختلف عن الأكلات الشعبية السائدة في مختلف مناطق المملكة، وتأخذ منحى آخر تَبَعاً لمتغيرات السوق وذائقة المستهلك.
“البلاد” التقت عدداً من طالبات جامعة جدة واللاتي أكدن أن معرض “متجري” أتاح للطالبات المبدعات في الوجبات والحلويات بعرض قوائم طويلة من أصناف الطعام والشكولاته، حيث يتم طباعة المناسبات المختلفة على قوالب الشكولاته، بمهارة فائقة.
بداية تقول الطالبة بشرى الغامدي: “نقوم في متجرنا أنا وزميلتي بعمل الطباعة على الشكولاتة لجميع أنواع المناسبات، وفي أي وقت، ونعمل جميع أنواع الشكولاتة، وقد بدأ هذا المشروع قبل تسعة أشهر، وهذه أول مشاركة ميدانية في معرض متجري، كما نقوم بتسويق منتجاتنا عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وبالنسبة للخامات نقوم بشرائها من محلات الشكولاته”.
ومن ناحية أخرى قالت كل من غادة عبدالرحيم وسارة محمد: “نبيع في متجرنا أنواع من “الترايفل” و”الكوكز” وبداية انطلاقتنا كانت عن طريق معرض متجري بالجامعة حيث رأينا أنه هو المنصة التي نستطيع من خلالها الظهور للسوق وبالنسبة لتسويق منتجاتنا، فإنه يتم عن طريق الإعلام الرقمي مثل التيك توك والانستقرام، ونطمح مستقبلاً أن نتوسع في منتجاتنا ونوزع منتجاتنا للمقاهي الحديثة”.
وفي السياق نفسه قالت كل من الطالبة ريم وزميلتها رغد تخصصنا في عمل المخللات المنزلية بكافة النكهات، حيث إن بعضها بالفلفل الحار وأخرى بدون فلفل، ونتبع الإجراءات الصحية في صنع المنتج، وذلك من أجل سلامة وصحة المستهلك، كما أن النكهات تختلف ولدينا مخللات بنكهة اللوز وأخرى بنكهة البامية وسلطة الجزر والفلفل بالحمر وورق العنب والكشري، كما أن لدينا خبرة في عمل السمبوسك والمعجنات، بالإضافة إلى بعض الأكلات حسب الطلب، وقد بدأ نشاطنا قبل نحو أربع سنوات ولدينا مشاركات في المولات التجارية و”بسطة ماركة ” التابعة لغرفة جدة فضلا عن ترويج منتجاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المحلات”.
وبالنسبة للطالبة ندى سولان، فإنها متخصصة في الأكلات التراثية مثل الحلا والمعمول الحجازي المصنوع من الدخن والبر والدقيق الأبيض، بالإضافة إلى “الغريبة” وأنواعاً مختلفة من الشابورة مع مراعاة خفض كمية السكر في الحلويات، وتتولى ترويج منتجاتها عن طريق الأكشاك، أو في الأسواق العامة.
من ناحية أخرى لم تقتصر المشاركات على الطالبات، بل كان هناك مشاركة للطالب عزام الشمري، والذي شكل مع زملائه عبدالرحمن وعلي وحسن فريق أطلقوا عليه” فنون الطهي. حيث قال الشمري: “لدينا منتجات من البقلاوة واللدو واللبنية والكنافة والكيك وجميع أنواع القهوة، سواء كانت العربية أو الأمريكية أو غيرها من أنواع القهوة وأنواع الشاي وجميع منتجاتنا صناعة يدوية ولدينا شهادات معتمدة من أمانة جدة لممارسة الطبخ وشهادات صحية”.
من جهتها قالت الدكتورة أريج علي باعشن مديرة عمادة شؤون الطلاب للأنشطة الطلابية: “معرض متجري بجامعة جدة يقام للسنة السابعة على التوالي حيث يتيح للطلاب عرض منتجاتهم اليدوية والهدف من ذلك هو تأهيلهم لسوق العمل حتى يكون لديهم مشاريعهم الخاصة قبل التخرج والمعرض هذا العام تنوع ما بين مأكولات وحلويات وإكسسوارات وغيرها، وهذا العام أتيح للطلاب المشاركة لأول مرة حيث كان في الماضي خاص بالطالبات فقط”.
واستطردت بقولها: “نحن نفتخر عندما نرى كثيراً من طلابنا الذين تخرجوا لديهم مشاريع ناجحة، وكانت بدايتهم من معرض متجري حيث نهدف إلى أن يكون الطالب والطالبة، حيث يهمنا أن يواصل الطلاب والطالبات في مشاريعهم بعد التخرج.
وتضيف “هذا العام وصلت المشاركات إلى أكثر من مائة مشاركة، ولكن اخترنا منها الأفضل، ونقوم بالعمل على هذه الأفكار حتى تتطور، وقد لاحظنا على بعض المشاريع التي شاركت أكثر من ثلاث مرات أن هناك تطوراً ملحوظاً”
بالنسبة لتسويق منتجات الطالبات تكون البداية من معرض متجري أو عن طريق البازارات التي يشاركن فيها ونحن نرى أن متجري يعتبر نقطة انطلاق للطالبة حتى تشتهر بين زوار المتجر، وتعمل ماركة خاصة بها حتى إننا لاحظنا أن بعضهن لديها علامة تجارية وبعضهن قد فتحن سجلاً تجارياً.
هناك جهات تدعم وتساند هذه المشاريع مثل غرفة جدة بدعمهم السنوي، وذلك بتوفير “الأكشاك” بالإضافة إلى بعض الشركات الراعية للمعرض، والتي تغطي احتياجات المعرض وتكاليفه حتى يبرز بأفضل صورة.