الاستقرار العائلي أحد العوامل الرئيسة في الوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة في مسيرة أي إنسان، سواء كانت مسيرته في أحد الحقول العلمية، المهنية أو غيرها من حقول الحياة المختلفة. في حياتي، الاستقرار العائلي وبصورة عامة أسهم وبشكل فعال في تحقيق الاستقرار النفسي والذهني والتركيز في الوصول وتحقيق أهداف رئيسة.
العائلة كانت بالنسبة لي حجر الزاوية الرئيسي في كل ما تحقق من نجاح في حياتي. منذ بداية مسيرتي في التعليم العام، كان اجتهاد السيدة الوالدة (ألبسها الله ثوب الصحة والعافية) في رعايتي والاهتمام بصحتي، منطلق هام في تحقيق العديد من النجاحات الأساسية في مرحلة طفولتي وشبابي. نعم، كنت فرد في عائلة صغيرة، لكن هذه العائلة كانت الأساس في مسيرتي الناجحة بصفة عامة.
بعد ذلك، أتت مرحلة الالتحاق بالعمل كممارس صحي والانتقال إلى مرحلة تكوين الأسرة. في تلك المرحلة التي يمكن أن أطلق عليها المرحلة الصعبة (في بداياتها) والرائعة (في مجملها) في الوقت نفسه، دعم زوجتي (جزاها الله خيراً) ووقوفها معي كان سبباً في تجاوز العديد من العقبات، خاصة تلك التي لها علاقة في تحديد مسار حياتي العلمية أو ما يمكن وصفه في تفادي الطريق الذي لا أريد أن أسلكه (مهنيا). أطفالي (حفظهم الله) وخاصة ابنتي د. سارة قالت لي (وهي في سن الطفولة): أريد أن أراك دكتور، ساهموا جميعهم في المضي قدما في الطريق الذي كان رائعا وجميلا بالنسبة لي ولجميع أفراد أسرتي أيضا.
في مرحلة ما بعد الحصول على أعلى الشهادات العلمية (الدكتوراه) والوصول إلى أرقى المسميات الوظيفية كاستشاري في الرعاية الصحية. كان جل تفكيري، أين أستطيع أن أجد نفسي؟ كما نعلم، إذا أردت أن تحقق النجاح في حياتك، لا بد أن تكون في المكان الذي تجد نفسك فيه! العامل الرئيسي في اتخاذ القرار الصحيح الذي لا رجعة فيه كان متمثلاً في نصيحة زملاء العمل من أصحاب الخبرات في الحياة. النصيحة الأسمى والأجل في حياتي كانت تتمثل في أفضلية التضحية من أجل الاستقرار العائلي، أن أكون بجوار كل فرد منهم وأن لا يكون هدفي في الحياة المنصب أو جمع المال.
بإيجاز، وجدت أن النجاح الحقيقي بالنسبة لي هو أيضا نجاح عائلتي. أن أكون مع عائلتي دائما، مضحياً بأي شيء آخر مهما كان مستقبله، كان سبباً (جوهرياً) في تحقيق ما أصبو وأتطلع إليه من نجاح مبهر ليس لي أنا وحدي، ولكن لنا جميعاً كعائلة واحدة. نعم، تماسك العائلة والتقاؤهم جميعاً في تحقيق هدف وطريق واحد سبب جوهري في نجاح كل فرد في العائلة.
دكتوراه علم العدوى والمناعة (جلاسكو)