البلاد ـ أبها
اختتمت الجمعة فعاليات البرنامج الثقافي لمهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية في نسخته الثانية، بالتعاون مع نادي أبها الأدبي، بندوة حوارية بعنوان «سيميائية الفنون الأدائية الجبلية» شارك بها الدكتور حسن النعمي، والدكتور عادل خميس الزهراني، وأدارتها الدكتورة زينب الخضيري.
وسلطت الندوة الضوء على سيميائيات الفنون الأدائية الجبلية، وهي تهتم بكل ما ينتمي إلى التجربة الإنسانية العادية. وأشار النعمي إلى أن الفنون عموماً هي حالة أعلى مرتبة من السلوك اليومي العادي، وقال إن الإنسان كي يتعلم الرقص عليه أن يمتلك مهارات معينة ليتأهل لها، ويصل لتهذيب السلوك والنفس والتوصل مع الآخرين فهي فكرة واسعة، وأضاف «الفنون صناعة وليست عرضية، وتعتمد على أساسيات».
من جانبه، أكد الزهراني أن الفنون هي سد لحاجة غريزية هما حب الرقص وحب الإيقاع، أما فيما يخص السيمائيات وعلاقتها بالفنون قال: إن الوجود وجود سيميائي، والسيمائية هي نبش في آلية صنع المعنى، لذا تسمى علم العلامات، فالرقص سيماء حركي لا تدخل فيه اللغة مكوناً في صناعة الدلالة.
وأوضح أن سبب احتياج الإنسان للرقص هو انعتاق من الجسد، أما عن العلاقة بين الكلمة والرقص قال: الرقص في الصورة الذهنية هي تلك الحركات التي تنتج عنها دلالة الرقص، ولكن الحركة تؤدي دوراً ما، فتتحول إلى دلالة خاصة.
وأكد علاقة الرقص بالحرب، وأنها تأتي ضمن النطاق السيمائي فالفنون الأدائية التي يختص بها الرجال هي مثخنة بأدوات الحرب كالسيوف والبنادق والخناجر وغيرهم هي آلات وأدوات كانت ولا تزال، فالرقص محاولة لإظهار تلك القوة الجسدية.
وتأتي هذه الندوات الحوارية للتعريف بالموروث الثقافي غير المادي، وإبراز جمال وتنوع الفنون الأدائية الجبلية وما تحويه من فنون مميزة.