جدة ـــ عبدالهادي المالكي
مركز طب وبحوث النوم هو مركز متخصص في دراسة وتشخيص، ومن ثم علاج اضطرابات النوم السائدة في مجتمعنا. وقد تم افتتاح المركز في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في شهر مايو 2011م، وعندما لاقى إِقْبالاً كبيراً من المراجعين والمرضى، تمت توسعته في إبريل 2013م لتصبح إجمالياً سعة المركز 4 غرف مجهزة بأحدث الأجهزة في مجال طب النوم. من أهم ما يميز المركز وجوده في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، مما يتيح للطبيب المعالج الاستعانة بجميع الموارد البشرية والتشخيصية الموجودة في المستشفى لضمان تلقي المريض رعاية شاملة، وعلى أعلى مستوى من الجودة. إضافة إلى خدماته التشخيصية والعلاجية، فإن المركز يهدف لنشر الوعي الصحي عن اضطرابات النوم في المجتمع، وذلك عن طريق عقد المنتديات والفعاليات التثقيفية، والعمل على إنتاج كوادر صحية مدربة من أطباء وفنيين في مجال طب النوم لخدمة مجتمعنا والرقي به؛ وبالتالي مجاراة المراكز العالمية.”البلاد” زارت المركز، والتقت بالكادر الطبي، والذين أكدوا أن المركز يعمل بوتيرة علمية ممنهجة في طب النوم.
في البداية يقول البروفيسور سراج ولي استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بالمستشفى الجامعي: “المركز يقوم بتشخيص اضطرابات النوم الشائعة ولديه القدرة على علاجها وهناك بعض العلاجات غير متوفرة، ولكن عادة لا نحتاجها إلا في حالات مستعصية”.
المركز يقوم بفحص النوم في أثناء الليل عندما يكون المريض نائماً وأيضاً فحص النوم في أثناء النوم في حالة النوم القهري، وكذلك فحص قدرة المريض في الحفاظ على اليقظة وعدم الدخول في النوم في حالات معينة مثل الطيارين الذين لديهم مشاكل في النوم للتأكد من أنهم ليس لديهم نعاس أَبَداً، وذلك بوضعهم في منطقة هادئة على كرسي لمدة أربعين دقيقة، ونقوم بتكرارها ثلاث أو أربع مرات، ونتابع مدى قدرتهم على عدم النوم، وبالتالي يتم تجديد لهم رخصة الطيران إذا لم يكن عندهم اضطراب معين في النوم.
المركز يجد الدعم الكبير من إدارة المستشفى، سواء كان من ناحية الأجهزة أو توفير العلاج اللازم للمريض. أصبح لدينا ثلاث عيادات للنوم وقابلة للزيادة، وقد وصل عدد الفحوصات في آخر إحصائية لعام 2022م تقريبا ثمانمائة فحص وعدد المراجعين تقريبا 2000 مريض سنوياً. تم عمل إحصائية لنسبة انقطاع النفس في أثناء النوم، ووصل عددهم على مستوى المنطقة الغربية 12 % للرجال و5 % للسيدات وأغلب هؤلاء تجدهم لا ينامون النوم الكافي في الليل بسبب تقطع النوم، وتجدهم في النهار أغلب وقتهم يعانون من النعاس وتركيزهم ضعيف وذاكرته ضعيفة. آخر المستجدات في اضطرابات النوم في الطرق العلاجية، تؤكد أن هناك علاج منبه اسمه مودافينيل، وهناك علاجات غير منبهة مثل التي تستخدم في الإنفلونزا، وهو يكلف في الشهر الواحد ألف ريال، وهو يعالج النوم القهري. بالنسبة لعلاجات انقطاع التنفس الثناء النوم فالعلاج الأساسي هو السيباب التنفسي أو أجهزة الفم الطباقية، كذلك بدأت تدخل الآن المروانة في علاج انقطاع التنفس، إلا أنها الآن غير مثبتة. وهناك طريقة جديدة جراحية وهي عبارة عن زراعة “إلكترود” في العصب الذي يقوم بتغذية اللسان، فعندما يبدأ انقطاع التنفس لدى النائم يبدأ العصب يعمل وبالتالي يبدأ البلعوم بالفتح، وهذه تستخدم لأشخاص معينين وهي غير متوفرة في السعودية.
رانيا: قلة النوم تصيب الأطفال بالعصبية
قالت الدكتورة رانيا الشمراني استشارية أمراض صدرية للأطفال وأمراض النوم للبالغين والأطفال: بالنسبة لعدد الساعات في الأطفال تختلف على حسب العمر من حديثي الولادة إلى عمر 18 سنه، ومن حديثي الولادة إلى عمر أربعة شهور قد يحتاجون من 18 إلى 20 ساعة نوم، وفي السنة الأولى والثانية يحتاجون إلى 14 ساعة نوم، ومن عمر ثلاثة إلى خمس سنوات يحتاجون إلى 13 ساعة نوم وأيضا إلى عمر سنوات، فإن ساعات النوم تتضمن “القيلولات” خلال فترة النهار فهو جامع للنوم في الليل مع القيلولة في أثناء النهار.
أما قصة تعديل النوم فلا يمكن في ليلة واحدة، بل إنها تحتاج إلى وقت وبالتدرج، لأنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تزامن بين الساعة البيولوجية والساعة الخارجية، كما أن الليل والنهار هما أكبر منظمان لعملية النوم؛ لأن النوم مرتبط بإفراز هرمون الميلاتونين الذي هو هرمون النوم، ومن هنا نجد أن جودة النوم في الليل تختلف عن جودتها في النهار، لأن هناك ثمة مؤثرات مثل الضوضاء، والتي تؤثر على جودة النوم، وهنا يتم تفعيل خطوة هامة هي ضرورة الذهاب إلى السرير في وقت معين وبمرور الوقت سوف يصل الإنسان إلى الوقت المناسب للنوم.
وبالنسبة للصغار، لو أن الطفل لم ينم فسوف يتعرض إلى نقص في هرمون النمو، ما ينتج عن نقصه قصر القامة، وضعف الأداء الدراسي والسلوك حيث نلاحظ أن الطفل المصاب بنقص هرمون النمو يصبح أكثر عصبية ومنعزلاً عن أفراد الأسرة والمجتمع.