حوار- ياسر خليل وفواز المولد
لم تغرها الأضواء الغربية، وتلقي تعليمها في مدارس الولايات المتحدة الأميركية، وآثرت أن تأتي إلى المملكة لتكمل تعليمها الجامعي، لتكمل دراستها في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض، وتواصل مسيرتها العملية المميزة في طب العيون، ولم تكتف بذلك، بل عملت على تحويل أحلامها في استخدام التطور التقني في خدمة آلاف المرضى، وقامت بإنشاء شركة “سدم” لتطوير الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج “الفاحص الذكي” لفحص مرضى السكري لاكتشاف إذا كان لديهم سكري العين أم لا، لتكون الشركة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وليكون التطبيق الذي تم تعربيه أول تطبيق عربي يساعد على الكشف المبكر عن سكري العين.
“البلاد” رصدت المسيرة العملية للدكتورة سلوى بنت عبد الله فهد الهزاع، والتي سبق أن اختارتها “فوربس” ضمن أقوى النساء العرب تأثيراً عام 2005م، للوقوف على جهودها العملية في استخدام التقنية لخدمة المرضى، حيث أشارت إلى أن شركة “سدم” التي أنشأتها تهدف إلى استعمال الذكاء الاصطناعي في الفحص الطبي على مرضى السكري، لتكون المملكة هي أول دولة في الشرق الأوسط تستعمل الذكاء الاصطناعي في الفحص الطبي على مرضى السكري لاكتشاف إذا كان لديهم سكري العين أو لا.
وأوضحت أن الشريحة المستهدفة من هذه الخدمة بـ”الفاحص الذكي” هم جميع مرضى السكري، أو من لديهم قابلية للسكري، أو ممن أصيبوا بسكري الحمل أو من لديهم سمنة، خاصة وأن أطباء العيون لا يتواجدون في مراكز السكري بشكل مستمر حيث يزور طبيب العيون المركز مرة أو مرتين خلال الشهر.
وأشارت إلى أنه من خلال الذكاء الاصطناعي استطعنا أن يتواجد طبيب مختص وطبيب استشاري وطبيب استشاري الشبكية “افَتَراضَيا”، بحيث يستطيع كل مريض أن يحظى بتصوير من خلال كاميرا، مما يمكننا أن نعرف من خلاله من هل هو مريض سكري، بل نستطيع تحديد مرحلة إصابته، ونستطيع أن نحدد له مواعيد المراجعة مع المركز، مما يوفر الكثير لدى الدولة، لأن المريض يستطيع مراجعة مراكز السكري في موطنه وديرته سواء في أي من أنحاء المملكة دون اللجوء للمستشفيات المتخصصة.
وحول مخاوف أن تأثير هذه التقنية التصويرية الجديدة على أطباء العيون قالت الدكتورة سلوى أن هذه تقنية جديدة، ومن الطبيعي أن ما لا يعلم بهذه التقنية يتخوف منها، ولهذا السبب بدأت مع أطباء الغدد الصماء وأطباء السكري وأطباء الرعاية الأولية، حتى لا يتخوف أطباء العيون من هذه التقنية، وأنها لا تحل محلهم، مؤكدة أن الأطباء رحبوا بها.
وأكدت أنه تم عمل التجارب السريرية على أكثر من 3000 مريض بوزارة الصحة، وأثبت هذا البرنامج والذي يطلق عليه “الفاحص الذكي” نتائج تفوق طبيب العيون الذي لديه خبرة طويلة في فحص شبكية العين المتعلق بداء السكري، كما أقيمت تجارب سريرية كثيرة على أكثر من 500 ألف شخص حول العالم، حيث أثبت البرنامج حساسيته العالية جداً بما يفوق حساسية طبيب استشاري شبكية العين والمتخصص بداء السكري، كما قمنا بتطوير هذا البرنامج لكي يلائم ويتناسب مع المريض السعودي، وقمنا أيضا بتعريب هذا البرنامج حيث لا يوجد أي برنامج طبي في العالم معرب، موضحة أن برنامج “الفاحص الذكي” يقوم أيضا بإعطاء المريض موعداً للمراجعة بدون الدخول للمستشفى أو المركز السكري.
وأشارت إلى أن تجربة “الفاحص الذكي” نجحت حتى الآن في كل من: الرياض، مكة المكرمة، جازان، المدينة المنورة، وننتظر كلاً من: عرعر، الدرعية، عنيزة.
وعن فوائد استخدام هذه التقنية؛ قالت الدكتورة سلوى أنه يساعد على تقديم خدمات رعاية صحية ميسورة ومنخفضة التكلفة، والاستثمار في أنظمة التعرف الآلي من خلال تحليل الصور، وتحسين الكفاءة والإنتاجية بشكل كبير؛ مما يقلل من قائمة انتظار مرضى السكري، وتزويد أخصائي العيون بفرصة استخدام وقتهم ومهاراتهم بحكمة ودقة لتعزيز خبرتهم الجراحية.
وأشارت إلى أن “الفاحص الذكي” موجود خلال الـ24 ساعة يومياً على مدى أيام الأسبوع، ويقوم على أكمل وجه، وعالج مشكلة قلة عدد أطباء العيون المتخصصين، بل أصبح أخصائي البصريات يتعلم الكثير من مشاهدة هذا الفاحص الطبي وقراءة تقرير المريض.