جدة : البلاد
تشهد العلاقات السعودية النيبالية نمواً تدريجياً اثر توقيع اتفافية تعاون واسعة النطاق بين البلدين الصديقين ويهدف الإتفاق الذي اعتمده الجانبان أثناء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فرحان ، معالي وزير الخارجية السعودي إلى نيبال في مطلع العام المنصرم بشروط مفيدة للطرفين في شتى المجالات.
وفي هذا السياق، قال السفير النيبالي / نافا راج سوبيدي في حديث مع صحفي اليوم ” تعهدت المملكة العربية السعودية ونيبال من خلال هذه الإتفاقية بتشجيع التعاون في جميع المجالات الإقتصادية بما في ذلك الصناعة والنفط والمعادن والبتروكيماويات والزراعة والثرورة الحيوانية والصحة والسياحة ” كما تعهدنا بإبرام إتفاقيات في مجالات محددة بما تخدم مصالح البلدين الصديقين.
وفي الوقت نفسه ، اعرب السفير النيبالي عن تفاؤله وسعادته قائلاً ” أن اتفاقية التعاون الشامل التي تم ابرامها في السنة الماضية بين البلدين حصلت على الموافقة الكريمة في اجتماع مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
حيث قال السفير أن استخدام الموارد البشرية للمصلحة المشتركة للبلدين يعد مكوناً مهماً آخر للعلاقات الثنائية مع العلم أن العمالة النيبالية في المملكة تجاوزت اكثر من 400 الف عامل خلال السنوات في حين تخطط نيبال الآن لتوريد المملكة بقوى عاملة شبه ماهرة وماهرة لأن المملكة العربية تشهد نهضة كبيرة فضلاً من المشاريع التنموية الضخمة .
ورداً على سؤال حول مجالات التعاون الأخرى، قال المبعوث النيبالي أن نيبال يمكن أن تعمل عن كثب مع المملكة في إطار رؤية السعودية 2030 حيث قال سوبيدي ” يجب توسيع العلاقات التجارية بين نيبال والسعودية في المستقبل في حين أعرب شكره وتقديره للمملكة على منح قروض ومساعدات مالية لنيبال من وقت لآخر مضيفاً أنه في الماضي تلقت نيبال مساعدة من الصندوق السعودي للتنمية (SFD ) للعديد من مشاريع الطاقة الكهرومائية كما تم اقتراح عدد من مشاريع أخرى المتعلقة بالطاقة الكهرومائية على الصندوق السعودي للتنمية من اجل تنفيذها في مواقع نائية في نيبال .
كما دعا السفير النيبالي السياح السعوديين إلى زيارة نيبال للسياحة واستكشاف المغامرات والمعالم الثقافية والإستراحة والترفيه معرباً عن اسفه قال السفير ” أنه من سوء الحظ ، لم نتمكن من جذب فئة كبيرة من السياح من دول الخليج على حد قوله مضيفاً أن إنشاء المطار الدولي الثالث مؤخراً في منطقة بوخارا ( أحد الوجهات السياحية الرئيسية في نيبال) والعديد من الفنادق الخمس نجوم من المتوقع أن تعزز المنتجعات السياحية في تلك المنطقة على حد تعبيره .
كما صرح السفير النيبالي أن نيبال اصبحت مشهورة بكونها من أشهر وجهات السياحة المفضلة في العالم مع آلاف السياح الذين يزورون المقاطعة سنوياً والتي وصلت إلى آفاق جديدة وعلى سبيل المثال أن عاصمة البلاد كاتماندو نفسها تعتبر مدينة البحيرات ثم منطقة بوخارا هي أكبر المدن في البلاد التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد السياح عبر السنوات الأخيرة وكذلك المشي الجبلي إلى جبل إيفرست و أنابورنا من قبل الأجانب على مدار العام والتي أعطت الرحلات دفعة لسوق السياحة .
ومن جهة ثانية ، أن مواقع التراث العالمي لليونسكو إلى المعالم القديمة المختلفة و مجتمع عرقي متنوع إلى تجربة ثقافات وتقاليد مختلفة كلها نجحت في جذب اهتمام الأجانب لزيارة نيبال وقالت الدبلومة مشيرة إلى أن حركة السياحة المتنامية بين دول الخليج ونيبال . من المهم أن نلاحظ هنا أن السياحة هي واحدة من أكبر الصناعات في نيبال وأسرعها نمواً حيث يعمل بها أكثر من مليون شخص وتساهم بنسبة 7.9% من إجمالي الناتج المحلي.
ويوجد هناك العديد من الوجهات الرائعة في نيبال لزيارتها والتي تشمل الوجهات الرئيسية منها منطقة بوخارا وحلبة الرحلات في منطقة انابورنا ومواقع التراث العالمي الأربعة لليونسكو وهي لومبيني ومنتزة ساغار ماتا الوطني وسبعة مواقع في وادي كاتماندو مدرجة بشكل جماعي كواحد ومتنزه شيتوان الوطني كما يلاحظ أن معظم الإيرادات تأتي من الرحلات السياحية على تسلق الجبال في نيبال مثل جبل ايفريست حيث اصبح الوصول إلى هذا الجبل الشامخ من الجانب النيبالي .
ورداً على سؤال عن الخدمات التي تقدمها البعثة النيبالية للعمال النيباليين قال ” أن هناك حوالي 260 عاملاً نيبالياً في سجون المملكة بتهم مختلفة حيث دعا السفير مواطنيه إلى الإلتزام بالأنظمة السائدة في المملكة مضيفاً أن المملكة والنيبال تربطهما علاقة ثنائية قديمة وتقوم هذه العلاقة على أساس الصداقة والنية الحسنة والتفاهم المتبادل على حد وصفه .
كما اوضح السفير قائلاً ” اننا نريد تعزيز هذه العلاقة بشكل أوسع مستقبلاً ” حيث تم تحديد مجالات الإقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية وكذلك الإستثمار والعلوم والتكنولوجيا من القطاعات الرئيسية للتعاون .
وفي الوقت نفسه اشار السفير إلى أن نيبال تقدر الصداقة القائمة بين المملكة والنيبال حيث أقامت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 15 مارس عام 1977م في حين زار أمير نيبال آنذاك جيانيندرا المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية في عام 1983م وبالمثل زار الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال نيبال في شهر نوفمبر من عام 2010م .