البلاد ــ أبها
في مثل هذه الأيام من كل عام، تستقبل شواطئ منطقة عسير الهاربين من البرد، وتزدحم بالعائلات في رحلة البحث عن الدفء، والاستجمام في المتنزهات والاستراحات الواقعة على امتداد طريق عقبة ضلع جنوب مدينة أبها
التي تضم مطاعم شعبية تقدم وجبات تقليدية كالحنيذ والمندي والمظبي والمضغوط والعصيدة، التي يفضلها الأهالي خلال فصل الشتاء، إضافة إلى توافر الخدمات الأخرى كالمقاهي والألعاب والأسواق الشهيرة ببيع الفواكه والخضروات المحلية التي تُجلب من المزارع المحاذية لوادي ضلع المنحدر من أعالي جبال السروات نحو محافظة الدرب.
ومع نهاية الأسبوع في عسير، أصبحت الواجهة البحرية في الحريضة مقصداً مفضلاً لدى السكان في المنطقة، حيث تنسكب أرتال المركبات عبر الطرق المؤدية إلى السواحل التهامية عبر طريق عقبة ضلع لقضاء أجمل أوقاتهم على ضفاف شواطئ البحر الأحمر وسط أجواء دافئة تتراوح بين 20 إلى 30 درجة مئوية. وتعتبر الواجهة البحرية الواقعة على امتداد ساحل البحر الأحمر، وفي مركز الحريضة تحديداً، من أهم المشروعات السياحية في المنطقة، حيث تقدّر مساحتها بأكثر من مليوني متر مربع، وتضم 90 جلسة عائلية، وبها ممشى يحاذي البحر على طول الواجهة بعرض 20 متراً، كما تحتوي على مسطحات خضراء تصل مساحتها إلى 200 ألف متر مربع، ومرسى، ونادٍ لليخوت، ونادٍ للطيران الشراعي، وألعاب للأطفال وألعاب مائية ومطاعم ومقاهي، وملاعب رياضية، وجلسات منوعة داخل الحدائق، كما يجد الزائر لمركز الحريضة وجهة بحرية أخرى هي خور الحريضة الذي تحيط به من الجهة الغربية الأشجار الكثيفة من أشجار الشورة، ويمر به وادي أم لصب، ويقع بالقرب منه موقع مشروع استزراع الربيان. وأكد عدد من المواطنين أن منطقة عسير تتميز بشواطئها الحالمة وسواحلها البكر وإطلالاتها الساحرة على البحر الأحمر، الواقعة على الطريق الساحلي – طريق جدة – الواصل بين منطقتي مكة المكرمة وجازان.
وتشكل محافظة البرك ومركزي القحمة والحريضة إطلالة بحرية رائعة تستوقف العابرين في منظر جمالي مُثير، وتجذب طيور الفلامنجو، والرمال البيضاء، والمياه الفيروزية للزائرين، وقد التفت حولها الغابات المغطاة بأنواع الشجيرات البحرية.
وتمتلك عسير كل مقومات السياحة الطبيعية والتراثية، كما تمتلك أيضاً مقومات السياحة البحرية في أبهى صورها، حيث تعدً جزيرة كدمبل التي تقع قبالة سواحلها على مساحة تقارب 3 كيلومترات مربع، هي واحدة من أجمل الجزر الطبيعية البكر، التي تنتظر مستقبلاً سياحياً واعداً، في ظل النهضة السياحية الشاملة، التي تشهدها مناطق المملكة مؤخراً. حيث تعتبر الجزيرة مكاناً مثالياً لعشاق سياحة الاستجمام والاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة، كما يتيح قربها من ساحل عسير أن تكون مزاراً للسياح والزوار من أهالي المنطقة وخارجها.
وبحكم موقعها المتميز في البحر الأحمر قبالة عسير، وفي طريق العابرين قديماً من القرن الأفريقي واليمن في اتجاه الشمال أو العكس، فقد وجد على الجزيرة آثارٌ إسلامية وقديمة، وتم تسجيلها ضمن سجل الآثار الوطنية.
ولا تزال جزيرة كدمبل وجهة سياحية جاذبة لأهالي المنطقة وزوارها، لتنضم إلى قائمة الجزر الأسطورية الساحرة، التي تتمتع بها المملكة، وتعمل الهيئة السعودية للسياحة على أن تكون تلك الجزر وجهات سياحية عالمية، لما تمتلكه من مقومات طبيعية نادرة.
مقومات واجهة عسير البحرية
- مياه فيروزية
- جزيرة كدمبل
- رمال بيضاء