– الوزير المفوض في منظمة العمل العربية إلهام غسال لـ”البلاد”: المرأة السعودية لها دور بارز في مختلف المجالات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة عززت من وضعها
– المملكة من أفضل دول العالم في “تمكين المرأة”
– ارتفاع معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديات في سن الشباب (15-24 سنة) بمقدار4.1% في 2022
– رؤية “2030” ساعدت على تعزز المشاركة الاقتصادية للمرأة
البلاد- خاص ( القاهرة )
جاء أداء كل من نسرين الشبل كسفيرة للمملكة لدى جمهورية فنلندا، وهيفاء الجديع كرئيسة لبعثة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي والجمعية الأوروبية للطاقة الذرية، القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، ليعزز من حضور الكفاءات النسائية في الخارجية السعودية.
وبهذا القرار يرتفع عدد السعوديات القياديات في السلك الديبلوماسي إلى خمسة، حيث سبق تعيين الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، التي تولت مهام السفارة السعودية في واشنطن، لتصبح آنذاك أول امرأة بمنصب سفيرة، ولتنضم إليها لاحقاً أمال المعلمي سفيرة لدى النرويج، وإيناس الشهوان سفيرة لدى السويد.
وعلى صعيد خطوات المملكة في تمكين المرأة ولتصبح المرأة السعودية متواجدة في كافة القطاعات؛ أعلنت الإدارة العامة للقبول المركزي بوكالة وزارة الداخلية للشون العسكرية عن فتح باب القبول والتسجيل للمديرية العامة للدفاع المدني علي رتبة ” جندي” للكادر النسائي.
ويأتي ذلك تنفيذاً لتوجهات خادم الحرمين وولي العهد بتعزيز مشاركة النساء في الحياة العامة وتمكينهن في سوق العمل وتولي المناصب القيادية.
وقد زاد عدد النساء السعوديات في مختلف المناصب والأعمال بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، بعد أن طبقت المملكة إصلاحات جديدة لتمكين المرأة، حيث تلعب المرأة السعودية دوراً محورياً في استراتيجية التنمية للملكة (رؤية ٢٠٣٠).
قفزات سريعة وقوية لتعزيز مكانة المرأة
هذه الخطوات الداعمة لوضع المرأة تحظي بقبول لدى السعوديات، لكن في الوقت نفسه تفرض الكثير من التحديات عليهن، وهو ما تشير إليه الوزير المفوض في منظمة العمل العربية إلهام غسال التي أكدت في تصريحات لـ”البلاد”، أن الحكومة اتخذت قفزات سريعة وقوية في اتجاه تمكين المرأة التي ما زال لديها طموح كبير يتمثل في نيل واحترام المجتمع لمكانتها وقدراتها.
وأشارت الوزير المفوض إلى أن المرأة السعودية لها مكانة كبيرة في التاريخ ودور بارز في مختلف المجالات العملية والأدبية والاقتصادية، موضحة أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة عززت من وضع المرأة وسهلت عليها الكثير من الأمور خاصة في مجال الأعمال، فهي حاليا تستطيع الانتقال والسفر بشكل سلس ومتابعة معاملاتها المالية والاقتصادية المختلفة.
وأكدت غسال لـ”البلاد” أن زيادة عدد الدبلوماسيات السعوديات يعكس مقدار ما أصبحت تتمتع به المرأة من مكانة وثقة القيادة فيها، خاصة وأن المجال الدبلوماسي كان حكرا على الرجال فقط وهو ما يفرض تحديات إضافية على المرأة لتكون خير ممثل لوطنها وتعكس الصورة الحقيقة لما تتمتع به المرأة السعودية.
وأوضحت أن عمل المرأة يفرض عليها الكثير من التحديات فهي بجانب سعيها للنجاح في عملها تسعى للنجاح في حياتها الأسرية والعائلية، مشيرة إلى أن الدعم الذي تتلقاه المرأة في المملكة يمثل حافزا كبيرا ودافعا قويا للنساء لتحقيق ذواتهن، وهو ما أكدته مختلف التجارب من نجاح النساء في مختلف المواقع التي عملن فيها
البنك الدولي اعتبر في تقرير “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون ٢٠٢٠” أن المملكة العربية السعودية هي أفضل دولة مطبقة للإصلاحات المتعلقة بهذه الشؤون على مستوى العالم، حيث قامت المملكة العربية السعودية بإصلاحات تاريخية لتعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية، كما قامت بالسماح بحرية السفر والتنقل للنساء فوق سن الـ ٢١ عاماً.
وتمثّل المرأة السعودية أكثر من 50 في المائة من إجمالي عدد الخريجين الجامعيين، وبات دخول المرأة إلى سوق العمل يمثّل ظاهرة لافتة من حيث الكمّ لأعداد النساء اللواتي انخرطن بشكل مباشر وسريع في السوق، بعد سنوات طويلة من قَصْر مجالات عمل المرأة في السوق السعودية بقطاعيها العام والخاص، على مجالات معيّنة وفي إطارات ضيّقة.
معدل المشاركة الاقتصادية
ووفقاً لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 33.5 في المائة بنهاية عام 2020، في حين تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 إلى 31.8 في المائة بنهاية2020، متجاوزين بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30 في المائة.
كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 30 في المائة في القطاعين العام والخاص، كما أظهرت مؤشرات الوزارة ارتفاع نسبة النساء السعوديات في الخدمة المدنية إلى أكثر من 41 في المائة بنهاية 2020.
مؤشرات سوق العمل للسعوديات
وكشفت الهيئة العامة للإحصاء النتائج المتعلقة بسوق العمل في الربع الثالث من عام 2022 ، حيث أظهرت المؤشرات أظهرت ارتفاع معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديات في سن الشباب (15-24 سنة) بمقدار4.1 نقطة مئوية حيث بلغ 2.20 ٪ ،كما أظهرت ارتفاع معدل المشتغلين إلى السكان بمقدار 5.1 نقطة ليصل إلى 6.14 ٪ وسجل معدل البطالة بين الشابات السعوديات انخفاضًا بمقدار 6.2 نقطة مئوية حيث بلغ 9.27.%.
في إحصاءات سوق العمل للربع الأول من عام 2022 أظهر أن معدل البطالة بين السعوديات 20 في المائة بينما هو بين السعوديين 5 في المائة، مما يضاعف الاهتمام بتمكين المرأة ويحتم مضاعفة الجهود تجاهها، علماً بأن نسبة المتعطلات السعوديات تبلغ 66.3 في المائة، مقارنةً بنسبة المتعطلين 33.7 في المائة عن الفترة ذاتها.
انحسار الفجوة بين الرجال والنساء في سوق العمل
ويلفت مختصون في التوظيف والموارد البشرية إلى أن الفارق النسبي الكبير بين نسبة الموظفين الذكور إلى الإناث أصبح يضيق بشكل متصاعد خلال السنوات الأخيرة، وعزوا الأسباب إلى النيّة الصريحة في “رؤية 2030” وبرنامج التحول الوطني على وجه الخصوص، في تمكين المرأة وتسريع اندماجها في مجالات كثيرة داخل سوق العمل السعودية
وأصبحت المرأة السعودية اليوم في حلٍّ من أمرها للعمل في كثير من القطاعات التي كانت مقصورة على الذكور، مثل القطاعات الأمنية وبعض القطاعات الخدمية، فضلاً عن قطاعات أخرى، وتلاشت الفوارق في تقسيم كثير من الجهات الحكومية والخاصة لإداراتها إلى أقسام خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء.