جدة – ياسر خليل
نوه أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، بتجربة السيدة إليزابيت تاربوكس مع مرض السكري النوع الأول المعتمد على الانسولين ، إذ نجحت طوال 70 عامًا في التعامل مع الانسولين وتطبيق الخطة العلاجية بنجاح كبيرة مقارنة بما كان عليه حال مرضى السكري النوع الأول قبل 70 عاماً وما وصل إليه الحال من تطور كبير جداً وخصوصًا في مجال التقنيات التي أسهمت في تعزيز جودة الحياة لمرضى السكري النمط الأول وتوّفر أجهزة الحساسات التي ساعدت كثيرًا في تفادي المرضى للمضاعفات ونوبات الانخفاض والارتفاع مع ضمان استقرار الحالة الصحية.
وقال إنه في سنة 1938 أخبر الطبيب والدي إليزابيت تاربوكس بأن أمامها 24 ساعة وستدخل في غيبوبة وكان عمرها آنذاك 4.5 سنة ، واستعان والديها “بعمها” من أجل توفير المال وتدينوا منه المبلغ لعلاج أبنتهم ، وفي مايو- 2014 م
حضرت إليزابيت تاربوكس حفل أقيم لمرضى السكري للذين تعايشوا مع الانسولين ، وكان هناك العديد من الجوائز في الحفل للذين إستعملوا الانسولين لأكثر من 25 سنة، وللذين إستعملوا الانسولين لأكثر من 50 سنة، ولكنها كانت الوحيدة التي نالت جائزة الـ 75 سنة ، وبذلك تعتبر نموذج رائع للتعامل مع السكري المعتمد على الانسولين منذ عام 1938م.
ورأى البروفيسور الأغا أن سر نجاح هذه السيدة أكثر من السبعين عاماً مع المرض هو تطبيقها الخطة العلاجية بطريقة مقننة ، وحرصها على التغذية الصحية وممارسة الرياضة والحرص على جعل نسبة سكر الدم في المعدلات المطلوبة ، فكل هذه العناصر تعتبر مهمة لمرضى السكري الذين يستخدمون الانسولين ، وأي خلل في هذه المنظومة يؤدى إلى عدم استقرار الحالة عند الكثيرين من المرضى.
ودعا “الاغا” جميع مرضى السكري ( النوع الأول) الذين يستخدمون الانسولين بعدم الإخلال بالخطة العلاجية ، وجعل تجربة إليزابيت تاربوكس قدوة لهم ، مع ضرورة مواكبة التقنيات الجديدة المخصصة لهم للاستمتاع بجودة الحياة.
وعن الفرق بين السكري المعتمد على الانسولين أو الحبوب العلاجية اختتم “الأغا” بقوله:
هناك نوعان لداء السكري :
-النوع الأول، وينتج عن نقص الإنسولين أو عدم وجوده نهائيًّا؛ وذلك بسبب اضطراب في الجهاز المناعي، فيقوم بمهاجمة خلايا بيتا، وبالتالي يصبح البنكرياس عاجزًا عن إنتاج الإنسولين بكميات كافية للجسم، ويكون علاج هذا النوع بأخذ جرعات يومية من الإنسولين على مدى الحياة، وفي حال لم يعالج المرض فإن المريض يدخل في غيبوبة.
-النوع الثاني فيعرف بمقاومته للإنسولين الموجود بكميات كافية في الجسم، وبالتالي يتراكم الجلوكوز في الدم، حيث يصبح الشخص عرضة لمرض السكري، ومن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا النوع، الأشخاص المصابون بالسمنة، أو ارتفاع ضغط الدم، وتشبه أعراضه أعراض النوع الأول لكنها تكون أقل حدة، ويكون علاجه عن طريق الأقراص المخفّفة لنسبة السكر في الدم، واتباع نظام غذائي صحي بجانب التمارين الرياضية.