يشهد العالم آثاراً خطيرة للتغيرات المناخية على حياة البشرية، وما نتج عنها من ارتفاعات بدرجة حرارة الأرض، وجفاف قاتل لمظاهر الحياة وعواصف وحرائق التهمت الغابات في مناطق واسعة من هذا الكوكب، وفيضانات وسيول مدمرة تعرضت لها العديد من الدول، وشردت الملايين من سكانها، مما يضع التزامات جادة على العالم للدفع بجهود معالجة مسببات تلك الظواهر وكوارثها، وتكاتف الجهود في تطبيق بنود المعاهدة الدولية الخاصة بذلك وتوصيات مؤتمرات المناخ.
لقد قدمت المملكة نموذجاً رائداً في المسؤولية عالميا لمكافحة مسببات وآثار التغير المناخي وحماية البيئة من خلال مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” اللتين أطلقهما سمو ولي العهد، والانطلاق من الطموح إلى العمل بانعقاد المنتدى والقمة بالتزامن مع مؤتمر (كوب 27) في شرم الشيخ، تعزيزاً لجهود المملكة، وكجزء من جهودها لتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيها، وإسهاماً نوعياً منها في تعزيز وحشد العمل الدولي في هذا الاتجاه وما يعنيه ذلك من الحفاظ على مستقبل البشرية وسلامتها واستقرار الاقتصاد ومصادر الأمن الغذائي الذي يواجه تحديات كبيرة في العالم.