جدة – البلاد
تواصل المملكة العربية السعودية دورها الريادي العالمي، في مجال التصدي للأوبئة مع المجتمع العالمي وبمناسبة اليوم العالمي للتأهب للأوبئة، ثمن أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في التأهب للأوبئة، مشيراً إلى أنها سبق أن أعلنت في وقت سابق تقديم دعم لصندوق الوساطة المالية للأمن الصحي والمسمى بصندوق الجائحة (Pandemic Fund) بمبلغ قدره 50 مليون دولار أمريكي، وذلك في إطار سعيها لمعالجة ثغرات إجراءات التأهب للجوائح العالمية والاستجابة لها، كما سبق أن طرحت خلال رئاستها لمجموعة العشرين في عام 2020م، الفكرة الأولية لصندوق التأهب للأوبئة، ويهدف إلى توفير التمويل للبلدان والمناطق منخفضة ومتوسطة الدخل لتعزيز قدراتها الوقائية من الجوائح المستقبلية، وكذلك قدراتها للاستعداد والاستجابة لها على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، حيث إن الصندوق سيعمل على تمويل أنظمة المختبرات، ومراقبة الأمراض، والاتصالات في حالات الطوارئ وإدارتها، والمشاركة المجتمعية والقوى العاملة الصحية.
مضيفاً أن المبادرات السعودية الداعمة في هذا الشأن تأتي في إطار إدراكها بخطورة تأثيرات الأوبئة على العديد من البلدان، حيث إنها تؤدي لمخاطر صحية واجتماعية واقتصادية على نطاق واسع، وقد تؤدي لانتشار مرض معدٍ فتاك، ويعطل الحياة الاقتصادية، ويزعزع الأمن الوطني. واستطرد قائلاً: إن ضمان التأهُّب لمواجهة الأوبئة والوقاية منها يتحقق بالاستثمار في أنظمة تكفل الاستعداد للوباء قبل استفحاله وتفشيه لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتعزيز التعاون الدولي في وضع الخطط المشتركة لمواجهة أي جائحة صحية، ووضع حلول سريعة للتصدي لها، وتسريع الاستجابة العالمية لمواجهة حالات الطوارئ من أجل حماية المجتمعات والأفراد من خطر تفشي الأوبئة، ورفع مستوى الوعي بطرق إدارة الأزمات الصحية، ولفت نظر العالم لخطر انتشار الأوبئة وتعزيز التأهب المبكر لها، واتخاذ التدابير اللازمة في حالة انتشار أي وباء، مع رفع شعار الوقاية، وبناء منظومة وقائية فاعلة أثناء حدوث أي حالة طارئة للحد من آثارها، وبناء قدرات منسوبي ومتطوعي الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ليتسنى لهم تطوير أدائهم في تخفيف معاناة المتضررين من الأوبئة، وبناء أنظمة صحية للتصدي لأي جائحة، خصوصاً لدى الدول ذات الإمكانات الضعيفة وذات البنى الصحية الهشة، مع تعزيز الاستفادة من الدروس السابقة لوباء كورونا، ودعم التضامن بين الأفراد والمجتمعات والحكومات في كل مراحل التصدي لأي وباء، وتشجيع البحوث العلمية الطبية لتطوير آليات إدارة الأوبئة الصحية، وتكثيف الاستعداد المستقبلي لأي وباء من خلال منظومة قدرات وقائية فاعلة عند الطوارئ، وتبادل المعلومات والمعارف العلمية وأفضل الممارسات في مواجهة الأوبئة محلياً وإقليمياً وعالمياً، ورفع مستوى التأهب من أجل التصدي في أقرب وقت على النحو الأمثل لأي وباء قد ينشأ.
وأوضح أن الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تولي ومكوناتها من الجمعيات الوطنية اهتماماً كبيراً بتخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن الأوبئة والكوارث، وسبق أن أطلقت المركز العربي للاستعداد للكوارث الذي يعمل حالياً على وضع الخطط والبرامج للتنبؤ والتأهب لمواجهة الكوارث، ورصدها عبر برامج نظم الإنذار المبكر، وتقييم المخاطر المحتملة لوقوع الكوارث في البلدان العربية، ووضع البرامج “التدريبية” في إدارة الكوارث والأزمات لرفع قدرات الجمعيات الوطنية العربية ونقل الخبرات والمهارات فيما بينها، وتنسيق العمل الميداني أثناء الكوارث فيما بين الجمعيات الوطنية العربية، وتنسيق العمل الإغاثي وعمليات الإسعاف الأولي والمساعدات الإنسانية بين الجمعيات الوطنية ومكونات الحركة الدولية وشركائها.