من أعظم الدروس والمكاسب التي تعلمتها البشرية من جائحة كورونا.. هي قدرة شعوب الأرض على المرونة والتكيف مع أوضاع توقف الحياة والإغلاق التام على المناشط جميعها في البر والبحر والجو.. وأثبت الإنسان أنه قادر على تسريع وتيرة إنتاج التقنية الصحية.. وتطوير وتطويع التقنية وتطبيقاتها في الإنتاج والبيع والشراء والتعلم والعمل عن بعد..
ونحن نحاول أن نطوي صفحات جائحة كورونا تداهمنا جائحة اقتصادية أخرى.. إن جاز التعبير.. وهي التضخم الاقتصادي الذي يجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه. والتي تتطلب.. مرة أخرى.. من شعوب الأرض التأقلم والمرونة والتكيف مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمتطلبات المنزلية والأدوية، بل وجميع مطالب الحياة..
هذه الأوضاع بالضرورة ستلقي بظلالها على سلوكيات المستهلكين الناتجة عن الضبابية وعدم وثوقهم في قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي السريع من هذا التضخم، وهذا يعني أن سلوكيات المستهلكين ستتغير وتتحول بطريقة دراماتيكية غير معهودة من قبل..
وبعيدا عن “الفذلكة”.. والعودة إلى الطبيعة البشرية ونسيان دروس الماركات والعلامات التجارية الماضية.. والتي أوقدت في وعينا التباهي في اقتناء أغلى الماركات وأكثرها إبهاراً وتفاخراً.. وللتعامل مع هذه الأحوال نجد أن للمستهلكين ثلاثة منطلقات..
* سوف تتوجه بوصلة المستهلكين إلى شراء الماركات والعلامات التجارية الأرخص ثمناً بصرف النظر عن المكان أو المكانة التي يتسوق منها المستهلك.. وهذا ينطبق على مشتريات المواد الغذائية والمتطلبات المنزلية والملابس الخ..
* سوف يجنح المستهلكون إلى البطء في اتخاذ قرارات الشراء، وخصوصاً بالنسبة للإلكترونيات والأجهزة المنزلية المعمرة والسيارات إلا إذا كانت لها ضرورة ملحة.
* سينساق المستهلكون نحو نسب الخصومات الكبيرة والهدايا الملحقة بمشترياتهم.. أو أية قيمة مضافة عبر التعامل والشراء من محل أو ماركة معينة..
بإيجاز شديد: العالم قد يعيش فترة اقتصادية عصيبة لثلاث سنوات قادمة كما تشير الدراسات الأكثر تفاؤلاً.. لذلك نحن نعيش في أسواق يقودها المستهلك وهو الذي يحدد أسعارها، ويتخذ قرارات الشراء بعد دراسة وتمحيص.