جدة – رانيا الوجيه
تضرب الكوارث والأزمات الصحية والإنسانية العالم، فتكون المملكة أول من يبادر لتضميد الجراح في مختلف الدول، إيماناً منها بالتضامن الإنساني لخدمة البشرية، وتقديم ما يفيد للمنكوبين.
وفي هذا السياق أكد استشاري جراحة أورام الثدي والغدد الصماء، المشارك في القوافل الطبية الإغاثية الدكتور يوسف العلاوي، إن المملكة لها دور عالمي مشهود في تبني الكثير من مبادرات محاربة الفقر، حيث تبعث القوافل الطبية والإغاثية في أكثر من مدينة بدول العالم، كما قامت ببناء ودعم المستشفيات بالأجهزة الطبية في دول كاليمن وكينيا والسودان والمخيمات السورية.
وأكد الدكتور العلاوي، أن مركز الملك سلمان للإغاثة يدعم الدول بمواد وأجهزة طبية، فخلال سنة واحدة هناك 40 رحلة طبية تشارك فيها الكوادر الصحية المتخصصة، الذين يتبادلون الخبرات الطبية مع نظرائهم في الدول الأخرى، ونقل التقنيات الطبية الحديثة إلى هذه الدول لتطوير الجانب الطبي والعلمي. وأضاف: “أذكر أثناء رحلة للمغرب كان هناك مشروع لجراحة الغدد الصماء الدرقية، قمنا بإجراء 150 عملية لحالات تعاني من التضخم في الغدد الدرقية في خلال 10 أيام، وكان هذا الإنجاز لدعم المملكة لهذه الدول. بالإضافة إلى التميز في عمليات فصل التوائم كأول دولة بالعالم في هذا المجال ولكونها رائدة في هذا المجال”.
ويرى أن للمملكة دوراً إنسانياً أثناء جائحة كورونا، إذ تعتبر من أوائل الدول التي خطت خطوات صائبة في محاربة الجائحة، وأصبحت طريقتها تدرس؛ لأنها صحيحة وسليمة، فحذت الدول حذوها. كما قدمت المملكة مساعدات للدول التي كانت في حاجة إلى مستلزمات طبية للإجراءات الاحترازية مثل الكمامات والقفازات وغيرها، بينما كان العلاج واللقاحات في الداخل متاحاً للجميع مجاناً”.
واعتبر طبيب جراح، والمتطوع في الأعمال الإنسانية الدكتور هداج الكريع، إن دور المملكة أساسي في جميع المبادرات التطوعية بالعالم، منوهاً إلى مبادراتها المختلفة كتفعيل الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث المرتبطة بإعداد التنمية المستدامة في عام 2015م، مضيفاً: “جميعنا شهدنا اعتماد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على أهداف التنمية المستدامة، والتي تُعرف أيضاً باسم الأهداف العالمية، باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول 2030م”.
وتقول رئيسة مجلس إدارة جمعية كيان للأيتام سمها سعيد الغامدي: “تأتي أهمية مناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن الإنساني لما فيه من معانٍ عميقة تؤكد قيمة العمل الإنساني والتضامن من أجله، وبالتالي تشجيعاً للمجتمعات لكي تنهض وتصنع المبادرات التي تحارب الفقر ودعم الاقتصاد المستدام والأمن الاجتماعي، الذي يحقق أهداف التنمية المستدامة”. وتابعت: “المملكة من المبادرين في التوقيع على غالبية الاتفاقيات الدولية لدعم القانون الدولي الإنساني للوصول إلى مجتمعات شغوفة بمساعدة الآخرين”.
وأردفت: “مركز الملك سلمان يقدم جهوداً كبيرة تجاوزت العون المادي إلى العون الصحي والاجتماعي والتعليمي، ليصل الدعم إلى عمق الأماكن المحتاجة، بينما يتم داخلياً دعم وتمكين الجمعيات والمؤسسات الخيرية لخدمة العمل الإنساني”.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية التوعية النفسية بالأمن السيبراني عبد العزيز الحارثي: “تشجع الأفراد على تقديم العمل الإنساني يعزز القيم المجتمعية، خصوصاً أن المملكة تهتم بهذا الجانب كثيرا، وتقدم خدمات جليلة عالمياً”.
وفي السياق ذاته، ترى الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء في جدة أريج الحامد، أن اليوم العالمي للتضامن الإنساني، يوم فخر واعتزاز من واقع أنه أحد أهداف العالم للتنمية المستدامة في العالم لذلك يعتبر من الأيام المهمة لرفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن، لا سيما التضامن في القضاء على الفقر وصناعة مبادرات متجددة.
وتابعت: “نحن في المملكة نفخر بمجتمعاتنا التي تعمل دوماً في التضامن الإنساني، فالجهود السعودية محفزة في تحقيق التنمية والقضاء على الفقر وتخفيف وطأته عالمياً الأمر الذي جعلنا من أكثر الدول المانحة على مستوى العالم”.