جدة – البلاد
كلمات في مناسبات عديدة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- احتفاءً باللغة العربية، مؤكداً أن الله كرَّم العربَ بأن أنزَلَ القرآنَ الكريمَ بلغتهم، فشرَّف هذه اللغة تشريفًا ما بعده تشريف، وزاد هذه اللغة قوة وحضوراً، مضيفاً:” يقولُ تعالى: إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون، ويقول سبحانه: إنا جعلناه قرآنا عربيًّا لعلكم تعقلون، وهو التكريم الكبير للعرب واللغة العربية؛ حيث نزل كتابُ الله ووحيه الشريف بهذه اللغة العظيمة.
لقد حفظ اللهُ اللغة العربية بحفظه للقرآن الكريم، لكنَّ محافظة كل منا على هذه اللغة إسهامٌ في الحفاظ على الهوية، وهو ما يجدر بنا جميعا فعله، وفق الله الجميع لما فيه الخير”.
وقال الملك سلمان، إن المملكة العربية السعودية قامت على أساس متين يتمثل في عقيدة الإسلام نزلَ كتابُه بلسانٍ عربيٍّ مبين، مبيناً أن المملكة دولة عربية أصلية، جعلت اللغة العربية أساساً لأنظمتها جميعاً، وهي تؤسس تعليمها على هذه اللغة الشريفة، وتدعم حضورها في مختلف المجالات، وقد تأسست الكليات والأقسام والمعاهد وكراسي البحث في داخل المملكة وخارجها لدعم اللغة العربية وتعليمها وتعلمها.
وأردف في كلمة ثانية: “أن من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين. قال تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)، فقد حفظ هذا الكتاب المبين لأمة العرب لغتها، ولأمة الإسلام طريق الخير والهداية وسائر الأحكام، ولشبابها أحسن الأخلاق والآداب، ثم إن من النعم الكبرى التي تستوجب الشكر أننا نعيش في دولة أُسست على هدى من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، تطبق شرعه، وتقيم حدوده، وتلتزم عقيدته في سائر تعاملاتها الداخلية والخارجية”.
وفي مناسبة أخرى قال خادم الحرمين الشريفين: “لا شك في أن هذه البلاد بالذات التي أنزل الله القرآن على أرضها، وعلى نبي منها وبلغتها هي أولى من يحتفل بالقرآن، وأولى من يعمل به، ولا شك في أن العرب جميعاً الذين أنزل القرآن بلغتهم هم أيضاً مثلنا يتشرفون بحمل هذا الكتاب، كذلك إخواننا المسلمون في كل مكان الذين يقرؤون القرآن – والحمد لله – باللغة العربية في الغالب منهم”. وأضاف: “نحتفل بكتاب الله الذي أنزل إلينا في أرضنا هذه على نبي عربي باللغة العربية هذا ولا شك في أنه شرف لكنه مسؤولية”.
ومن كلماته أيضاً -حفظه الله- عن اللغة العربية: “ومن أجدر من هذه البلاد بأن تحتفي بكتاب الله؛ فهي مهبط الوحي، هبط على نبي عربي منها بلغة عربية”، و”بلادنا تستحق منا جميعاً أن نعمل حتى نكون في مستواها؛ بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ويتجه إليها كل مسلم خمس مرات يومياً، وفيها النبي العربي الذي أنزل عليه القرآن بلغة عربية، وكما هي فخر لنا فهي أيضاً حمل علينا ويجب أن نتحمل الحمل، والحمد لله هذه الدولة من أن نشأت بكل أدوارها الثلاثة وهي تعمل كذلك، والحمد لله نحن دولة من شعبنا وفي شعبنا، ودائماً مؤتلفين متفقين على البر والتقوى إن شاء الله”. و”إن هذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً تتحمل في سبيل دينها وعروبتها لأنها هي منبع هذا الدين، وهي مهبط الوحي والرسالة، وأصل العروبة ولذلك تتحمل كل ما يأتيها من أذى في سبيل هذا الهدف النبيل”. وعند افتتاح معرض مدينة الرياض “الماضي والحاضر”، قال: “إنه ليسعدني أن أكون اليوم بينكم لأفتتح معرض مدينة الرياض (الماضي والحاضر) ولتطلعوا من خلاله على بعض الأنشطة الحضرية التي يقوم بها القطاع الحكومي والخاص من أجل خلق مدينة عصرية حديثة تأخذ بطابع التجديد والتمدن، ولا تنسى أصالتها العربية والإسلامية التي تمتد إليها من جذورها، وتقوم عليها تقاليدها وتستمد منها شريعتها وقوتها. إنَّ لغتنا العربية لغة حضارة وثقافة، وقبل ذلك لغة الدين القويم، ومن هنا فإنها لغة عالمية كبرى شملت المعتقدات والثقافات والحضارات، ودخلت في مختلف المجتمعات العالمية، وهي مثال اللغة الحية التي تؤثر وتتأثر بغيرها من اللغات”.؛
وأضاف: “نحن والحمد لله في بلد الخير، في بلد العروبة، في بلد الإسلام الذي تتجه إليه قلوب الناس ووجوههم كل يوم، لذلك حري بنا أن نكون فاعلين وعاملين للخير ومتعاونين عليه”، و”ليس غريباً على هذا البلد الذي فيه مُهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده، ليس غريباً عليه أن يكون بلداً بارزاً، ذا أهمية في العالم كله، ليس غريباً على هذا البلد، البلد الذي انطلقت منه جحافل العرب لكل أنحاء العالم، بلد العروبة والعرب، ليس غريباً عليه أن يكون وفياً، أن يكون صادقاً، وأن يكون مؤمناً قبل كل شيء”.
وحث الشباب على النهل من اللغة العربية، قائلاً -أيده الله-: “يجب على المواطن، وخاصة الشباب والشابات، أن ينهلوا من لغتهم العربية؛ ليتمكنوا من خدمة دينهم ووطنهم أكمل الخدمة، وعليهم أن يحذروا من الشوائب والمفردات التي لا تتفق مع اللغة العربية، أو تُؤثر سلباً، فلغتنا العربية ذات معجم ثري، ومفردات خلاقة جميلة، تستطيع التعبير بوضوح عن مكنونات النفس بمختلف الصور، وتحوي كوامن الإبداع، وهي سهلة لكل من تمكن منها، ثرية غاية الثراء في الكلمات والمعاني والمفردات. ونصيحتي الخالصة لأبنائي الشباب وبناتي الشابات أن يُقبِلوا على تعلم اللغة العربية، ويتفننوا في استخدامها، فهي لغة دينهم ووطنهم وآبائهم وأجدادهم، وهذا لا يتناقض ولا يتعارض مع تعلم اللغات والعلوم الأخرى في مجالها الخاص”.