اليوم سأتطرق الى استراتيجية مهمة يجب على الهيئات والشركات إدراكها وتبنيها وتفعيلها. الموظفون هم قادة منظماتهم أو منشآتهم، أي أن كل موظف يجب أن يعامل ويشعر ويعتبر نفسه قائداً في منظمته.
هذا ويجب أن تدرك المنشآت أن العاملين لديها هم القادة الحقيقيون، وأنهم القادرون على قيادة دفة الشركة نحو النجاح وتحقيق الأرباح، ولا يقتصر ذلك على قيادتها العليا.
تبنِّي هذه الثقافة داخل المنظمة سيكون لها مردود وتأثير إيجابي كبير على سلوك وأداء وولاء الموظفين والعاملين في الشركة بصرف النظر عن موقعهم الوظيفي.
الكثير من قادة المنظمات والشركات يغيب عن وعيهم واهتمامهم مثل هذه الثقافة أو الاستراتيجية، وتضيع جهودهم بين أولويات التعامل مع الموظفين وعملاء الشركة، إلا أنني أرى وبشدة أن الأولوية تكون لموظفي الشركة، وذلك بدعمهم وتقويتهم وتمكينهم بالتدريب وإعادة التأهيل بالمهارات القيادية، ومنحهم الصلاحيات وحرية الحركة لخدمة عملاء المنظمة أو المنشأة.
وعلى عكس ذلك، فإن هناك العديد من الشركات والمنظمات يعتبرون الموظفين والعاملين عبئاً على الشركة واستنزافاً لمواردها. وتنشغل الإدارة العليا وأجهزة الموارد البشرية في البحث والتقصي عن مكامن العبء الذي يشكله العاملون وكيفية التخلص منهم، عوضاً عن إعادة تأهيلهم حتى يكونوا قادرين على أداء وظائفهم وفق متطلبات نظم الأعمال الحديثة.
هذه الثقافة في إدارة المنظمات وشركات الخدمات بالذات، تتطلب ذهنية عميقة التوجه وليس اعتبار الموظفين روبوتات أو جمادات صامته ليس لها مشاعر وأحاسيس واعتبارات إنسانية.
وأخيراً، من الأهمية بمكان أن يكون قادة الشركات على مقربة من موظفيهم، ويسهل التواصل معهم ورؤيتهم والجلوس والاستماع اليهم عند الحاجة، ويمثل ذلك أعلى درجات التمكين واستقواء الموظفين والاستحواذ على ولاءاتهم.