جدة- ياسر خليل
حدد الدكتور عبدالرزاق الصاعدي خلال ورشة العمل التي نُظمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2022، وحملت عنوان “العمق اللغوي في اللهجات السعودية”، سبعة أصناف للألفاظ في اللهجات من جهة التدوين المعجمي.
وهذه الأصناف هي: فصيح دوّنتْه المعاجم، وصِنف فصيح لم تدوّنه المعاجم، ودُوّنَ في مصادرَ قديمةٍ غيرِ المعاجم، وصحيح اللفظ لم يُدوّن في مصادرَ قديمة، ولا يعلمُ تاريخُه وهو الفائتُ الظني، وصِنف صحيح اللفظ، عُرِف تاريخُ توليده بعد عصور الاحتجاج، وهو المولّد، ومنه المُحدث، وصنف دخلَه تغييرٌ عاميٌّ طفيفٌ في الأصواتِ أو البنية، لم يُبعدْه عن أصلِه، ولم يُعرف تاريخُ انحرافِه، وصِنف يخالفُ قياسَ كلامِ العرب، وهو العامّيُّ المحض، وأخيرًا صنف معرّب أو دخيل، وهو ما دخلَ لغتَنا من لغاتٍ مختلفة.
وقال د. الصاعدي خلال الورشة: “بلادنا السعودية غنية بإرثها اللغوي الشفهي والتنوّع اللهجي، ولم تزل لهجاتنا متصلةً بأصولها في المستويين الصوتي والصرفي إلى زماننا هذا، وكانت إلى عهد قريب نقية طرية قبل طغيان اللغة البيضاء، لغة العولمة والإعلام”
وشبّه اللغة الفصحى بأنها نهر العربيّة الكبير، فيما وصف اللهجات بأنها روافد ذلك النهر، مستطردًا: “لقد أمدّتْ لهجاتُ القبائل منذ عصر ما قبل الإسلام بما تحتاج إليه، ومكّنتها من الأطيَب والأكمل والأوفق لمعاييرها ونظامها النحويّ والصرفيّ، وأثرتها بالتنوّع الصوتيّ والصرفيّ والنحويّ، وأمدّتها بالمفردات والدلالة والأساليب، فاتّسع نحو العربيّة وتصريفها وبلغ معجمها من الثراء حدّاً لا مثيل له”.