العلا – البلاد
جمعت العلا كل عوامل الجذب التاريخي والجغرافي، فهي واحدة من أهم الأماكن الأثرية في العالم، وتحيط بها جبال وصخور ضخمة مختلفة ألوانها، وكثبان رملية ناعمة، فمدينة العلا محل التقاء حضارات وادي “النيل” و”الرافدين”، والساحل الشرقي للبحر المتوسط من جهة وحضارات شبه جزيرة العرب وجنوب شرق إفريقيا وشرق آسيا من جهة أخرى، وعُرفت من قبل باسم “دادان” وأيضًا “وادي القرى”.
ويجد السائح القادم إلى محافظة العلا متعته في استنشاق الهواء النقي، والتمتع بجمال التنوع الجغرافي الطبيعي والنظر إلى سمائها الصافية ومشاهدة آثارها التراثية، بينما تضم العلا: مدائن صالح، والخريبة الأثري، وجبل عكمة الأثري، ومداخيل البرية، والمعتدل الصحراوية، ونقش زهير التاريخي، والبلدة التراثية، ومطل حرة عويرض، وجبل الفيل، وتضم كذلك أماكن تراثية جعلت منها وجهة سياحية متميزة، مثل مدائن التي تُعرف بـ”الحجر” وهي أغنى منطقة أثرية في المملكة، فهي معروفة ببلاد المقابر والكهوف والرسوم والجبال المفرغة والأراضي الملونة، وتم ضمها لقائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، باعتبارها واحدة من أعرق الحضارات في التاريخ، فعند دخول الزائر للمدينة يجد نفسه بين سلسلة من الجبال المتشابكة والمنفصلة، والمنحدرات الصخرية التي احتوت على الكثير من الآثار المهمة، مثل البيوت المنحوتة في الجبال، والمقابر ذات الواجهات المعمارية الضخمة التي صُممت تصميمًا هندسيًا بديعًا والكهوف العميقة. وستقع عينه على العديد من النقوش والكتابات التي تدل جميعها على المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغه سكان الحجر، وكوّنوا من خلاله حضارة عظيمة.
أما البلدة القديمة أو كما عُرفت قديمًا بـ”الديرة”، وهي جزء أصيل من هويتهم وتاريخهم، وتُعد من أبرز الأماكن التي تلفت انتباه زائريها، فيما تشتهر بموقعها الفريد الذي كان يقع على طول طريق الحج من دمشق إلى مكة المكرمة، وكانت ملتقى القوافل التجارية. وتتميز غراميل العلا بتكوينات صخرية حمراء ذات أشكال مختلفة نحتتها الرياح على مر الزمان، لتصبح أيقونة فريدة في صحراء المملكة. أما جبل الفيل، فيتكون من صخرة ضخمة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 50 مترًا، وتتميز بشكلها الفريد الذي يشبه حيوان الفيل، ويسكن في قلب الرمال الصحراوية الذهبية في العُلا، وتحيط به مجموعة من الجبال ذات الألوان الفاتحة. وقد سُجل عالميًا ضمن عجائب الجيولوجيا.
من جهتها، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، إطلاق برنامج الزمالة الدولية في مجال حماية الآثار، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”. ويُعد برنامج الزمالة الدولية فرصة لاستكشاف الحضارات في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، والتعرف عليها بالتعاون مع علماء الآثار وخبراء التراث من معهد الممالك التابع للهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك ضمن ورشة عمل لمدة أربعة أشهر في العلا.