برلين – البلاد
أحبطت السلطات الألمانية محاولة انقلاب نفذها اليمين المتطرف للاستيلاء على السلطة عبر ذراع عسكرية، إذ قال المدعي العام الألماني إن بعض المنتمين لحركة “رايخسبرغر” الإرهابية كانوا ناشطين في الجيش، هادفين من المحاولة لبناء جيش جديد، مبيناً أن الحركة الانقلابية تم إنشاؤها في 2021، وكانت تريد تعيين حكومة، بينما سعت نائبة سابقة معتقلة لأن تصبح وزيرة الدفاع.
وقال المدعي العام الألماني، إن الجهات الأمنية نفذت 140 عملية تفتيش في 11 ولاية ألمانية، وتم ضبط الكثير من الأدلة، مشيراً إلى أن المعتقلين يرفضون المؤسسات العامة، ويؤمنون بنظريات المؤامرة.
وطبقاً للتحقيقات، فإن المتهمين عملوا بالفعل على إنشاء هياكل شبيهة بنظام الحكم، واستعدوا بشكل مكثف للانقلاب في الأشهر الماضية من خلال التدريب على إطلاق النار وتجنيد أعضاء جدد، فيما تعرف هيئة القيادة في المجموعة، والتي كان ينتظر أن تدير البلاد في حال نجاح الانقلاب، في أوراق المجموعة بـ”المجلس”، الذي يقوده الأمير هنري الثالث عشر (71 عاما). والأخير كان ينتظر أن ينصب ملكا على مملكة ألمانية جديدة في حال سيطر على الأمور.
ويملك هنري الثالث عشر مستشاراً خاصا هو المتهم الثاني في القضية “توماس تي”، كما أن “المجلس” له إدارات مختلفة تماما مثل الحكومة العادية، كالعدل والشؤون الخارجية والصحة. وكان من المقرر أن يقود قادة هذه الإدارات، الوزارات الموازية في الحكومة بعد نجاح الانقلاب، على سبيل المثال كان من المخطط أن تتولى رئيسة إدارة العدل في “المجلس”، بيرجيت مالساك-وينكلمان، الوزارة نفسها. ويندرج تحت “المجلس”، ذراع عسكرية، خدم بعض أعضائها، بحسب المحققين، في الجيش الألماني في الماضي. وكانت مهمتها الرئيسية، هي الاستيلاء المخطط له بقوة السلاح على السلطة.
ولتحقيق هذه الغاية، قامت الذراع العسكرية، بإنشاء شركات أمن خاصة منظمة عسكريا ومعظمها مسلح، وفقا لصحيفة بيلد الألمانية، فقائد الذراع العسكرية في المجموعة، هو روديغر فون بي، المقدم السابق في الجيش الألماني، والذي كان حتى أبريل 1996 قائد كتيبة المظليين 251 في منطقة كالو بولاية بادن فورتمبيرغ.
ونشطت خلال الأشهر الماضية، قيادات الذراع العسكرية في تجنيد أعضاء جدد، وشراء الأسلحة والمعدات الأخرى، وإنشاء اتصالات مؤمنة بين قيادات المجموعة، وإدارة لتقنية المعلومات (استخبارات). وقبل كل شيء، كان الهدف هو تجنيد عناصر حالية في الجيش الألماني وضباط بالشرطة، ولهذا الغرض عقدت قيادات الذراع العسكرية، ما لا يقل عن أربعة اجتماعات في ولاية بادن فورتمبيرغ، صيف عام 2022.
ونقلت صحيفة بيلد عن التحقيقات، قيام أفراد من “الذراع العسكرية” باستكشاف ثكنات الجيش الألماني في هيسن وبادن فورتمبيرغ وبافاريا، للتحقق من ملاءمتها لإيواء قوات المجموعة بعد الإطاحة بالنظام الحالي، بينما يجري التحقيق مع المجموعة المحيطة بالأمير هنري للاشتباه في تشكيلها منظمة إرهابية والتخطيط لعمل عنف خطير يشكل خطرا على الدولة.
وقالت وزارة الداخلية الألمانية، إن التحقيقات مع العناصر التي جرى اعتقالها كشفت عمق التهديد الإرهابي في الداخل، وإن القانون سيطبق بحزم ضد العناصر المتطرفة، في وقت ذكرت تقارير ألمانية أن الأسلحة المضبوطة مع المعتقلين يتم استخدامها في الجيش الألماني.
وتضم حركة “رايخسبرغر” المنفذة للمحاولة الانقلابية أفراداً من النازيين الجدد وأصحاب نظريات المؤامرة ومؤيدين للسلاح ممن يرفضون شرعية الجمهورية الألمانية الحديثة. وازدادت الحركة تطرفاً في السنوات الأخيرة، واعتُبرت خطراً أمنياً متزايداً. وقال المدعون إن “المتهمين يجمعهم رفض عميق لمؤسسات الدولة والنظام الأساسي الحر والديمقراطي لجمهورية ألمانيا الاتحادية”، لافتين إلى أن المشتبه بهم كانوا مدركين بأن خطتهم لا يمكن تحقيقها إلا من خلال استخدام وسائل عسكرية والعنف ضد ممثلي الدولة.