كييف – البلاد
دخلت 500 بلدة أوكرانية في مرحلة الظلام الدامس بعد انقطاع الكهرباء عنها إثر الضربات الروسية التي ألحقت في الأسابيع الأخيرة أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء الوطنية، حيث ذكر النائب الأول لوزير الداخلية، يفغيني ينين، أن روسيا تواصل مهاجمة البنية التحتية الحيوية للبلاد، مبيناً أن هناك 507 بلدات في 8 مناطق من البلاد محرومة من التيار الكهربائي. ولفت إلى أن منطقة خاركيف هي الأكثر تضررا و112 من قراها معزولة، بينما في منطقتي دونيتسك وخيرسون هناك أكثر من 90 قرية ومنطقة ميكولايف 82 ومنطقة زابوريجيا 76 ولوغانسك 43، فيما قال حاكم منطقة ميكولايف فيتاليتش كيم: “يجب أن نصمد”، بينما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي مرات عدة في اليوم إلى إغراق ملايين الأوكرانيين في الظلام، والبرد مع انخفاض درجات الحرارة إلى دون الصفر لعدة أيام.
ويثير احتمال توجيه ضربات روسية جديدة لشبكة الطاقة الأوكرانية مخاوف من شتاء معقد خصوصا للسكان المدنيين، ومن موجة جديدة من اللاجئين خارج البلاد. وعقب انسحاب روسيا من مدينة خيرسون في نوفمبر الماضي، كان أمام القوات الأوكرانية خيارات محدودة لمواصلة استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية. وتحول اهتمام كييف إلى خط المواجهة الجنوبي الذي يبعد أقل من 100 ميل شمال بحر آزوف، حيث يتوق الأوكرانيون لقطع “الجسر البري” الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم، والتي ضمتها روسيا في عام 2014. فيما يبدو أن كييف عازمة أيضاً على تحرير مدن مثل ميليتوبول وإنيرهودار، حيث تقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
ووسط اعتقادات دولية بأن سيناريو الحرب الإلكترونية الشاملة بات واقعيا، شهدت العاصمة الإستونية تالين هذا الأسبوع اجتماع 150 خبيرا بالأمن السيبراني في حلف شمال الأطلسي الناتو، استعدادا لتلك التوقعات، إذ حضر اللقاء أكثر من 1000 متخصص بأمن الإنترنت من أعضاء الأطلسي وحلفائه من جميع أنحاء العالم، مركّزاً على تقييم واختبار وتعزيز دفاعات الحلف الإلكترونية ضد أي هجمات.وجاء الاجتماع تحضيراً لردع أي سيناريو حول حرب إلكترونية شاملة قريبة، خصوصاً وأن هذا الأمر كان ضمن توقعات الحلف منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفقا لتقرير نشرته مجلة “بوليتكو”. في حين أشار مسؤولون مشاركون إلى أنهم أدرجوا سيناريوهات من هجمات إلكترونية كانت نفّذت على البنية التحتية الأوكرانية هذا العام، بما في ذلك شبكات الكهرباء، مشيرين إلى أن القادم مشابه.