مها السليمان – البلاد
أكد اقتصاديون وإعلاميون رسوخ وتطور العلاقات السعودية الإماراتية، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة للبلدين الشقيقين ، بتعزيز الشراكة والتعاون على كافة الأصعدة لما فيه الخير للبلدين والشعبين الشقيقين ودول مجلس التعاون والأمة ، ودعم سبل الاستقرار في المنطقة والعالم.
أكد الخبير الاقتصادي الإماراتي نايل الجوابرة أن للإمارات علاقات وشراكات راسخة في مواجهة التحديات والمخاطر ، وأن العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لم تأتي من فراغ إنما هي محصلة لعدة عوامل ومقومات تاريخية وقيادية واقتصادية وأمنية وثقافية ومجتمعية ، حيث أسهمت في تنامي هذه العلاقات بشكل مستمر في جميع المجالات المختلفة ، وانتهاج مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية، وتعزيز العمل العربي المشترك ، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي ، ومكافحة الإرهاب ، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية ، ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها المملكة العربية السعودية في عام 2020 ، وبتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بينهما لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد- 19.
وأكد أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تمثل نموذجاً استثنائياً وثرياً للتعاون والتكاتف، حيث تعد السعودية الشريك التجاري الأول عربياً لدولة الإمارات ، حيث يمتلك البلدان أكبر اقتصادين عربيين ،وحققت التجارة الخارجية بين البلدين مستويات رائدة على المستوى العربي والعالمي.
تاريخ ومستقبل
ويقول رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية حمد الكعبي إن: من يتابع قوة العلاقات الإماراتية – السعودية ويبحث تفاصيلها وتطورها المتواصل، يخرج باستنتاج مهم وهو أن عبارة «معاً أبداً» تختصر ببراعة تاريخ ومستقبل هذه العلاقات الأخوية الفريدة بالمنطقة، بل والعالم.
«معاً أبدا» ، و«الإماراتي سعودي.. والسعودي إماراتي» ليس مجرد عبارات رنانة، بل قناعة راسخة لدى الشعبين بأهمية التضامن والتعاون والتحالف، نراها في احتفال السعوديين باليوم الوطني الحادي والخمسين لدولة الإمارات واحتفالات الإماراتيين باليوم الوطني السعودي تهاني متبادلة وفرحة مشتركة، تؤكد متانة علاقات الأخوة بين البلدين.
وأكد أنها علاقات تأسست على رؤية مشتركة، وارتكزت على ثوابت راسخة، تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الشعبين الشقيقين علاقات تُترجم الأقوال إلى أفعال، من خلال المجلس التنسيقي السعودي- الإماراتي، الذي وضع إطاراً مؤسسياً للتعاون بين البلدين، ظهر واضحاً في «خلوة العزم» وخلال الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي بجدة في يونيو 2018، وما تضمنه من هيكل تنظيمي بعضوية مجموعة من الوزراء في كلا البلدين.
وأشار إلى أن البلدين نجحا في تقديم صورة إيجابية عن المنطقة، من خلال مبادرات عالمية في التسامح والعمل الإنساني وفي مواجهة التغير المناخي خاصة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، ومن خلال ريادة تنموية ترتكز على الإنسان ، لافتا إلى أن البلدين حققا ريادة تنموية في المنطقة وهما يتطلعان للمستقبل بخطوات عملية، ما جعلهما يحزران تقدماً كبير اً في مواجهة التحديات التنموية ، حيث طورت الإمارات قطاعها الفضائي وخطت خطوات كبرى في الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والاستدامة وتنويع الاقتصاد، والسعودية من خلال رؤية 2030 طرحت مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر وتتطلع لنقل التقنيات وتوطينها في المملكة بما يخدم خططتها التنموية الواعدة وتعزيز مكانتها العالمية المتقدمة في هذه القطاعات.
استقرار المنطقة
ويقول الدكتور سالم النار الشحي عضو المجلس الوطني الاتحادي : أثبتت الأزمات المختلفة والظروف المحيطة بنا قوة العلاقات بين الشعوب، ومدى التزامها ومحبتها بعمق الأخوة والصداقة والحرص كل الحرص على أمن وأمان واستقرار المنطقة، وهذا ماحرصت عليه المملكة ودولة الإمارات ، حيث شمل التعاون مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية والبيئية والصحية والإعلامية ورسم خارطة الاستدامة الآمنة للمستقبل. وذلك من خلال التنسيق بين الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية وبمتابعة كريمة من القيادة في البلدين الشقيقين. وتابع “من ذلك على سبيل المثال ، القطاع الصحي والتعاون المستمر للتصدي لأزمة ( كورونا) ، وأيضًا التعاون في المجال الاقتصادي وتطوير الموارد بمنهجية الاستدامة، والحفاظ على التوازن في سوق العمل” فضلاً عن التعاون في التصدي لمخاطر الارهاب ، والعمل على بناء الخطط والبرامج الأمنية للحماية الإنسانية، وتطوير آليات التنسيق والتعاون على مختلف المستويات، وبما يحقق المصلحة الوطنية لكلا البلدين.