شهد العالم تحولا وانتقالا من الميكنة والكهرباء، الى الأتمتة شبه الذكية، وكان من نتاج ذلك صناعة أجهزة ومعدات وأدوات تعمل وتنتج سلعا وخدمات متنوعة ومختلفة دون مشاركة من البشر، وأدى ذلك الى تقليص أعداد البشر الذين يؤدون الأعمال الروتينية، وأصبح هناك احتياج شديد للتركيز على الأعمال الإبداعية أكثر منه اليدوية، وتسبب ذلك في اختفاء العمالة اليدوية الماهرة حيث تقوم الآلة بتلك المهام.
وفي عصر الميكنة أيضا اخترع الإنسان الدراجة الهوائية وأصبح يتنقل بسرعة تزيد عن 20 كم في الساعة، وانتقل الى عصر الطاقة واخترع القاطرات التي تعمل بالبخار ثم الوقود السائل وأخيرا اخترع السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
وفي عصرنا الحديث دخلت الأتمتة جميع مناحي حياتنا ومنها صناعة الطائرات والسيارات الذكية ذاتية القيادة، والتي جعلت قيادتها سلسة ومرنة وبنظم ملاحية متطورة ستجعل من قيادتها تكاملا بين السائق والآلة، وانتشارهما سيكون له تأثيرات إيجابية على الحياة ومنها السلامة ونظافة الأجواء وتقليص الحوادث ، وسينعكس ذلك على أعداد الوفيات وحالات الإعاقة.
أما الطفرة التكنولوجية القادمة فستغير معالم الحياة على كوكب الأرض تماما، وستقترب من العملاء وتتفهم إحتياجاتهم ومشاكلهم في جميع مناحي الحياة، الصحة والتعليم والسكن ووسائط الاتصالات والمواصلات، كل ذلك سيتحقق من تزاوج الأتمتة الروبوتية والخدمات السحابية لتخزين المعلومات الضخمة.
وتجدر الإشارة الى أن المستقبل سيكون جميعه مترابطاً ومتصلاً ببعضه البعض، ويكاد لا يوجد جهاز منزلي صغير أو آلة صناعية ضخمة إلا وهي مكتظة بالشرائح الإلكترونية السليكونية المحملة بالخوارزميات الذكية أينما كانت تعمل هذه الادوات والاجهزة والمعدات علي الأرض أو في أعماق البحار أو فوق السحب وأعالي السماوات، وداخل أجساد البشر.
كل تلك التطورات ستجعل العالم حولنا يعمل ويخدم نفسه ذاتيا، دون أن تلمسه يد بشر، وستعمل بالهمسات واللمسات والنظرات والعبرات والأنفاس، بل بالإرادة والنوايا النابعة من خوذات تغطي رؤسنا، وشرائح إلكترونية مزروعة في أدمغتنا نحن البشر.