أحياناً تأتي لحظة تأمل فجأة وبغير ميعاد تمر كطيف أحلام اليقظة لتعيد لك الذكرى فتتذكر الأيام والليالي التي مرت وإذا هي عمر تجاوز سنوات وسنوات وما زالت عالقة في الذاكرة وكأنها قبل أيام فعندها قلت في نفسي (آه على آه) كم هي مخيفة سرعة هذه الأيام تجري بنا دونَ أن نشعُر ، تمشي بأقصى عدّاد سرعتها ثمّ نتفاجأ بأننا وصلنا إلى نهاية أيامنا ونحنُ نشعُر أننا لم نبدأ بعد ،
كم هي مخيفة سرعة هذه الأيام حقا فما أن يبدأ اليوم حتى ينتهي ويليه شهر فسنة وللأسف كل ما يمُر يُحتَسب من أعمارنا فبالأمس كنا أطفالاً وبسرعة كبرنا وفهمنا الحياة على حقيقتها حتى تفاجئنا بوصولنا الي مرحلة العجز فآه كم هي مخيفة جداً سرعة الأيام .فمازالت بسرعتها تطوي صفحات من عمري دونت فيها أحداث مختلفة اختلطت فيها ضحكاتي وآهاتي ودموعي ورغباتي وأهدافي المرجوة، ألوان كثيرة امتزجت بعضها البعض لترسم لوحة أيامي وتطوي أيام من عمري به تداعيات مفرحة ،وصور محزنة لتتسابق أشعة الشمس بإظهار جمال بعض اللحظات ويسدل الليل ستاره على بعض المواقف وتتوالى أقنعة بالسقوط لتكشف لنا بعض الأصدقاء .
ويأتي القمر ليدعونا لليالي التي يحلو بها السمر ولتتحرك عقارب الساعة لتطوى الأيام والليالي تباعا. وها أنا ذا أطفئ كل يوم شمعة جديدة زادت على أيامي مدركًا أن كل يوم يذهب لا يعود ومع كل غروب يوم وظهور فجر جديد أرفع يدي إلى السماء وأبتهل إلى الله وما زلت أكثر من الدعاء ليحفظ لي أياما قادمة وأحباء يسعدني بقاؤهم معي في أيام عمري القادمة بكل نقاء وحب ووفاء وأمل فشكرًا لكل من دخل حياتي وسطر ذكرى جميلة في صفحاتي وشكرا لمن ساعدني بخبرات ونمو فكري إضافي وشكرًا لكل من سبب لي الألم. ولكن مهما كانت التراكمات في أي علاقة تكون هناك صفحات جديدة دائماً وهي كذا الأيام والليالي حبلى بالمفاجآت فقد يبدو كلّ شيء على ما يرام بالأمس، فنصحو على حدث مفاجئ ومفجع صباحاً فعندها إذا كنت تمتلك نفسًا حكيمة لن تسوؤك المواقف التي يستاء منها الكثير، لأنك ترى فيها ما لا يرون، وتقرأ فيها أبعادًا أخرى، سترى في الألم قوّة، وفي التعثر فرصة، وفي فوات بعض الأمور خيرة، وفي النهايات بدايات جديدة، مؤمنًا ألا شيء يحدث عبثًا، وأن العطايا قد تأتي بين ثنايا المَنع.
lewefe@hotmail.com