في إحدى حلقات المسلسلات الكوميدية الفرنسية التي تدور عن العمل الاستخباراتي للمخابرات الفرنسية بعد (انتهاء) الاستعمار للدول الأفريقية، تدور بداية الحلقة عن اثنين من المرشحين الرئاسيين لرئاسة إحدى الدول الإفريقية؛ أحدهما دكتور جامعي، والآخر جنرال عسكري، حيث يتحدث رجال المخابرات عن أنهم يجب أن يدعموا التحول الديموقراطي والبعد عن عسكرة الحكم ودعم الدكتور الجامعي الذي ينتهي به الأمر بالفوز بالرئاسة، ولكن في نهاية الحلقة يطيح به الجنرال العسكري في انقلاب غريب تغطيه بصمات المستعمر السابق بجميع جوانبه، ويلمح فيه رجال المخابرات أن هؤلاء البشر لا يستحقون هبة الديموقراطية.
في الخليج لدينا مثل مشهور يقول “شين وقوي عين” ، ويقال لمن بالغ في وقاحته غير آبه بتناقضه، وهو ما أبدعت الدول الأوروبية في تطبيقه في حملة شعواء شعارها” ادعاء الفضيلة” والتناقض ضد كأس العالم التي تقام في قطر.
فهناك من كانت الفيفا في عهده مملكة للفساد يتحدث عن “الاختيار الخاطئ” متناسياً- عن عمد- أن كل شيء جرى في عهده!.. ليدعي بذلك الفضيلة!
تناسوا ما قاموا به خلال الحروب، والاستعمار ونهب الثروات، وحقوق المهاجرين في الأيام الحالية.. حيث لايزالون يدعون الفضيلة!
بعد سنوات من التحفيز على عدم الخلط بين الرياضة والسياسة، والمعتقدات والأمور الأخرى ، انطلقوا في حملة مسعورة تناقض كل ما نادوا به خلال السنوات الماضية؛ مصرّين على ادعاء الفضيلة!
ويستمر التناقض بعد سنوات من المناداة باحترام معتقدات الآخرين الدينية، ورغم المحاضرات الأخلاقية التي يقدمونها منذ عقود عن السلام واحترام الأديان أتوا ليرموا بكل ذلك عرض الحائط في قمة التحدي في مونديال قطر، مستمرين في ادعاء الفضيلة!
للمعلومية.. في البطولة الأولى في الأورجواي لم تشارك سوى 4 دول أوروبية احتجاجاً على منح شرف تنظيم البطولة للأورجواي، لتقام البطولتان التاليتان في أوروبا. أرجوكم. ألم يحن الوقت لإنهاء ادعاء الفضيلة!
الحقيقة أنها فضيلة مطاطة؛ لذلك علينا أن نتفهم أن معظم ما يقولونه لن ينطبق عليهم عندما لا يريدونه أن ينطبق، وأن علينا أن لا نتقبل كل ما يقولونه.
بُعد آخر..
إنفانتيو قال كلاماً ملخصه الحكمة القائلة “من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر”.