طهران – البلاد
تجمع طلاب 7 جامعات إيرانية في العاصمة الإيرانية طهران أمس (السبت)، منددين بانتهاكات سلطات الملالي، صادحين بعبارة: “الموت لولاية الفقيه”، تضامناً مع زملائهم المعتقلين في السجون، حيث حملوا صورهم مطالبين بإطلاق سراحهم، بينما شهدت مدينة أصفهان وسط البلاد تظاهرة احتجاجية حاشدة لطلبة جامعة أصفهان للتكنولوجيا، نظم طلاب جامعة فارابي في قم وقفة احتجاجية، منددين بقمع السلطات والاعتقالات التعسفية التي طالت طلاب الجامعة.
وجاءت التظاهرات المشتركة بين الجامعات السبع تحت عنوان “سبت أسود للجامعة”، من أجل إدانة العنف والرصاص وقمع الجامعات والأعمال الخارجة عن القانون ضد الطلاب واعتقالهم وفصلهم عن الدراسة، في وقت أعلن الحرس الثوري، ضمن حملة تهدف لاحتواء الاحتجاجات، تعزيز وجوده العسكري في تلك المناطق المضطربة.
ودعماً لأهالي كردستان وما تتعرض له بعض المناطق الكردية المضطربة في إيران خرج طلاب الجامعات في التظاهرة الاحتجاجية، التي ارتدى خلالها الطلاب ملابس سوداء تضاما مع أهالي كردستان، مشيدين بالصمود الشجاع والمنسجم لطلاب جامعات كردستان والعلوم الطبية في سنندج أمام قوات الأمن. واعتبر المحتجون أن الحركة الطلابية جسم واحد متضامن، وبالتالي لا يمكن أن تغض النظر عن القتل الوحشي للأهالي في المناطق الكردية. ووجه الطلاب كلمتهم إلى الأكراد، قائلين: “شجاعتكم انعكست علينا فصرنا أكثر جرأة. سمعنا صرخة الحرية والمساواة ونقسم أن نصرخ معكم من أجل الحرية”، كما أدانوا “العنف والرصاص في وجه الشعب وقمع الجامعات والأعمال الخارجة عن القانون ضد الطلاب واعتقال نشطاء الطلاب وفصلهم عن الدراسة.
بدورها، دعت مجموعة “شباب أحياء طهران” المتظاهرين في جميع أنحاء العاصمة وكرج إلى التجمع في ساحة “ولي العصر”. وفي مدينة كرج تجددت المسيرات الاحتجاجية، مرددين هتاف “هذا العام عام الدم.. سيسقط فيه خامنئي”. وهتف المتظاهرون بحي “جيتكر” في طهران الشعار عينه، بعد أن واصل المرشد الإيراني علي خامنئي إشادته بأفراد قوات الباسيج الذراع التعبوية للحرس الثوري في ظل قمعهم للمحتجين بالرصاص الحي. وتوعد خامنئي بالتصدي للمتظاهرين وقال في كلمة متلفزة أمام حشد من قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) إن “مثيري الشغب سيدفعون ثمن أفعالهم وسيتم التعامل معهم دون شك”. بالمقابل، أطلقت القوى الأمنية النار على المتظاهرين في زاهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوخستان جنوب شرق البلاد، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، إذ أفادت منظمة هرانا لنشطاء حقوق الإنسان في البلاد (HRA)، قبل أيام أن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى نحو 448 قتيل بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات.
ومع تصاعد عنف القوى الأمنية ضد المحتجين، الذين ما زالوا مستمرين في التظاهر منذ مقتل الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي، لاسيما في المناطق الكردية، حذر عشرات الأطباء في البلاد من إطلاق الرصاص الحي. ففي رسالة وجهها 140 اختصاصيا في طب العيون إلى جمعية طب العيون الإيرانية، أكدوا أن عددا كبيرا من المتظاهرين فقدوا إحدى العينين أو كلتيهما، بسبب إصابتهم برصاص الصيد خلال الاحتجاج، محذرين المسؤولين في البلاد من أضرار لا تعوض، تترتب على تلك الإصابات. وكانت الأمم المتحدة حذرت من العنف الذي تمارس القوى الأمنية ضد المتظاهرين. وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن 14 ألف شخص اعتقلوا، منذ بدء الاحتجاجات، بينهم أطفال، فيما قتل أكثر من 300، ضمنهم 40 طفلا و20 امرأة. وشدد على أن هناك أزمة شاملة لحقوق الإنسان في إيران، بشكل عام، داعياً السلطات إلى وقف الاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة.