الرياض – البلاد
أدانت المملكة، استمرار استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في اليمن الشقيق، وهو ما يؤكد نهجها المستمر على زيادة معاناة الشعب اليمني الشقيق ورفضها الدائم للجهود والمبادرات الدولية كافة مع استمرارها في استهداف المنشآت المدنية والاقتصادية وإمدادات ممرات الطاقة العالمية، وسلامة الملاحة والتجارة الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية وقوف المملكة وتضامنها التام مع الجمهورية اليمنية الشقيقة، كما تجدد الوزارة موقف المملكة الداعي إلى وقف استمرار تدفق الأسلحة لميليشيا الحوثي الإرهابية ومنع تصديرها للداخل اليمني، وضمان عدم انتهاكها لقرارات الأمم المتحدة، مؤكدة موقف المملكة الثابت في دعم الشعب اليمني الشقيق وأهمية توفير الدعم اللازم لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، لتحقيق السلام المستدام في اليمن.
واستهدفت مليشيا الحوثي الإنقلابية للمرة الثانية خلال شهر، ميناء الضبة النفطي في حضرموت عبر مسيرة مفخخة، في عملية إرهابية تخريبية جديدة، حيث أفادت وزارة النفط اليمنية، بأن الميليشيا أقدمت على تنفيذ العملية الإرهابية أثناء تواجد إحدى السفن التجارية بالميناء.
وأكد بيان وزارة النفط اليمنية، أن العمل مستمر مع كافة الجهات بالدولة لمواجهة التهديدات الحوثية ومسيرات إيران التي حاولت استهداف الميناء لمضاعفة حربها الشرسة التي تشنها على الشعب اليمني، لتفاقم بذلك الأزمة الاقتصادية، وتزيد من معاناة شعبنا اليمني في كافة المحافظات، محذرا من انعكاسات هذه الأعمال الإرهابية على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، خصوصا أن الميليشيا لا تؤمن بالسلامة الملاحية والجوانب الإنسانية والمواثيق الدولية.
وقال البيان، إن الهجوم يعكس إصراراً واضحاً من ميليشيا الحوثي الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها على المؤسسات والمنشآت المدنية، وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وعرقلة التوصل إلى أي حل سياسي، وإنهاء الحرب. وجددت الوزارة التأكيد على أن هذا الهجوم الإرهابي لن يُثني الحكومة اليمنية عن المضي في مهامها لاستعادة مؤسسات الدولة، بل إنها لن تزيد الشعب اليمني إلا إصرارًا وثباتًا في تحقيق طموحاته واستعادة شرعيته حتى يعود السلام للشعب.
ومنذ انتهاء الهدنة الأممية مطلع أكتوبر الماضي، صعدت ميليشيا الحوثي من هجماتها موانئ النفط ضمن حرب اقتصادية تشنها على روافد الاقتصاد الوطني. وهاجمت مسيرات حوثية الميناء ذاته قبل نحو شهر، وذلك عقب يومين من هجوم مماثل استهدف ميناء النشيمة في شبوة، وقوبلت تلك الهجمات بإدانة دولية واسعة باعتبارها عملاً إرهابيا يستهدف اقتصاد البلاد.
من جهته، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك أن استمرار الاستهداف الإرهابي الحوثي لموانئ تصدير النفط الخام يضع كل ما تحقق في تخفيف الأزمة الإنسانية وكل جهود السلام في موضع خطر كبير ويمكن أن يؤثر بشكل سلبي على كل الأوضاع، لافتا إلى الدور التخريبي لإيران ومواقفها المعادية للشعب اليمني واستمرار دعمها للميليشيا الحوثية الإرهابية وما يتطلبه ذلك من ضغط دولي وأممي لوقف هذا الدور التخريبي. جاء ذلك خلال استقباله سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاجن والوفد المرافق له، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين، واستمراراً للتحركات الدولية الداعمة للحكومة في جهودها لردع الإرهاب الحوثي وتهديد الملاحة الدولية وأمن المنطقة.
وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول الموقف الأممي والدولي المطلوب للتعامل مع الاعتداءات الإرهابية التي نفذتها ميليشيا الحوثي على موانئ تصدير النفط الخام، وما تمثله من تصعيد خطير يهدد أمن الملاحة الدولية والمنطقة، ووضع مساعي السلام في مهب الضياع والانهيار، والدعم الدولي للحكومة الشرعية لمواجهة وردع هذا التصعيد، واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب تنفيذاً للإرادة الشعبية والقرارات الدولية الملزمة.
وشدد الجانبان على أهمية استمرار التعاون اليمني الأمريكي المشترك، لضبط تهريب الأسلحة والمخدرات الإيرانية إلى الحوثيين، وما حققه هذا التعاون من إنجازات في الفترة الماضية، وما يمكن القيام به لمحاسبة النظام الإيراني على استمرار انتهاكه للقرارات الدولية بحظر تزويد الميليشيا بالسلاح. وتطرق رئيس الوزراء اليمني إلى تداعيات الاعتداءات الإرهابية الحوثية على مقدرات الشعب اليمني والوضع الإنساني ومسار السلام، وعلى ممرات التجارة العالمية والأمن والاستقرار الإقليمي، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي ينبغي أن يدرك حقيقة ميليشيا الحوثي بأنها جماعة إرهابية ولا تجد نفسها إلا في إطار الحرب والخراب، ووضع الرد المناسب لذلك من خلال مواقف صارمة وحازمة لا تسمح لها بمزيد من التلاعب والابتزاز.