عدن – البلاد
يناقش مجلس الأمن الدولي، غدا (الثلاثاء)، التطورات العسكرية والإنسانية في اليمن ومستجدات الجهود بشأن إعادة إحياء الهدنة الإنسانية المنقضية مطلع أكتوبر الماضي، بعد رفض ميليشيا الحوثي الموافقة على تمديدها لفترة ثالثة.
وتتضمن الجلسة إحاطة، تعقبها جلسة مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن لمناقشة الوضع في اليمن، خاصة الهدنة الإنسانية وأهمية تجديدها، إضافة إلى المستجدات الأخيرة والمتمثلة بهجوم الحوثيين على الموانئ النفطية في حضرموت وشبوة في تصعيد “خطير” قد يؤثر على فاعلية وسلامة إجراءات بناء الثقة بين أطراف النزاع. وسيقدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال الجلسة الأولى، إحاطة حول آخر التحركات والجهود التي يقوم بها من أجل إعادة إحياء الهدنة، وفشل كل المحاولات لإقناع ميليشيا الحوثي بتمديدها لفترة ثالثة، إضافة إلى إجراءات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية، والامتناع عن أي أعمال من شأنها تصعيد العنف، كما سيقدم ممثل من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إحاطة حول الأوضاع الإنسانية في اليمن، ونقص التمويل الذي تعانيه وكالات الإغاثة رغم تزايد الاحتياجات الإنسانية، وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد.
ويتوقع أن يقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) الجنرال مايكل بيري، تقريرا خلال مشاورات مجلس الأمن، يتناول فيه مستجدات عمل البعثة وضمان حرية تحرك أفراد البعثة في نطاق صلاحياتها بحسب توصيات مجلس الأمن، إضافة إلى مخاطر الألغام وأخواتها والتي لا تزال تحصد المزيد من المدنيين، والحاجة إلى تكاتف الجهود محلياً ودولياً لحماية المدنيين من مخاطرها.
ويأتي الاجتماع الشهري لمجلس الأمن بشأن اليمن، وهو الثاني في ظل تعثر الجهود الرامية إلى تمديد الهدنة الإنسانية بسبب استمرار ميليشيا الحوثي في رفض تجديدها وتوسيعها، كما أنه الاجتماع الأول في أعقاب التصعيد العسكري للميليشيات الحوثية المتمثل باستهدافها للموانئ والمنشآت النفطية في حضرموت وشبوة، وتهديداتها بمواصلة هجماتها على الموانئ.
من جهته، أعلن وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أن ممارسات ميليشيا الحوثي قد تعدت كونها ممارسات تمرد داخلي أو تهديد محلي وباستهدافها المواني وخطوط الشحن الدولية تقدم الميليشيا تأكيداً جديداً أنها تمثل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين.
وقال في حوار المنامة إن إحلال السلام في اليمن يعتبر ضماناً أساسياً للأمن البحري وحرية الملاحة الدولية خاصة، مبيناً أن اليمن تحتل موقعاً استراتيجياً وفريداً في العالم يمر به إمدادات الطاقة العالمية وخطوط الشحن الدولية، داعيا المجتمع الدولي لفهم صحيح لطبيعة الميليشيا الحوثية وممارسة ضغوط فعالة عليها عبر تصنيفها منظمة إرهابية وتجفيف مواردها المالية والتمسك بمرجعيات الحل الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأهمها قرار 2216 والمتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.
وفي السياق ذاته، أدان قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا، تصرفات ميليشيا الحوثي، مؤكدا خلال لقائه مع رئيس الأركان اليمني الفريق صغير بن عزيز، استمرار دعم بلاده للحكومة اليمنية وكل الخطوات التي تحقق الأمن والاستقرار في اليمن، مدينا تعنت الميليشيا المستمر لكل الخطوات الرامية إلى الوصول للسلام.