بعد ما سعت الجهات المعنية لمحاصرة التستر التجاري وتضييق الخناق على قنواته ومنابعه، وصولاً إلى القضاء التام عليه.. لوحظ أن ظاهرة غريبة بل حيلة جديدة ظهرت لدى بعض الباعة من الوافدين.. وهي أنه يعرض السلعة على المشتري بسعرين فيقول هي بكذا لو دفعت كاش وبسعر كذا لو كنت ستدفع ببطاقة مدى.. وطبعاً يكون سعر الكاش أقل من الدفع الإلكتروني لكي يغري المشتري أن يدفع نقداً.. وللأسف تنطلي هذه الحيلة على البعض فيدفع نقداً ظناً منه أنه يوفر بعض الريالات..
ولا يعرِفُ هذا المستهلك أن ذلك البائع قبض منه مقدار الضريبة المضافة لأن هذا البائع دفعها للمورد الذي ورّد له البضاعة فكيف سيبيعها بدون ضريبة.. فالضريبة تدفع عن كل سلعة، المورِد يحمّلها على تاجر الجملة، وهذا يحمّلها على تاجر التجزئة، والأخير يحمّلها على المستهلك النهائي..
فأي منطق يتحدث به هؤلاء الباعة الذي يكذبون بقول أحدهم إنه يبيعك هذه السلعة بدون ضريبة، فهو قد دفع قيمة الضريبة لتاجر الجملة الذي وردها له وهو بالتالي أضافها إلى السعر النهائي الذي يفترض أن يلصق على المنتج في الرف.. أيها المستهلك.. إن ما تدفعه نقداً يذهب لجيب العامل الوافد ولا يذهب لحساب المتجر الذي يعمل فيه فكن حذراً ولا تدفع إلا ببطاقة مدى حتى لو كان كيس خبز ثمنه ريالٌ واحدٌ، فأنت بهذا التصرف تساعد بلدك للقضاء على ظاهرة اقتصادية خطيرة أنهكت اقتصاد الوطن.. إنها دعوة صادقة لكل مواطن ومواطنة وكل مقيم ومقيمة: كونوا عوناً للبلد في تطبيق الأنظمة تطبيقاً دقيقاً ولا يغركم ربح شخصي قليل مقابل خسارة فادحة لاقتصاد بلدكم.
ogaily_wass@