جدة – البلاد
صراعات عميقة تنخر جسد الإخوان منذ شهور طويلة، تجددت مع وفاة قائد جبهة لندن وتعيين محيي الدين الزايط خلفا له على منصب القائم بأعمال المرشد، فهذا القرار لم يرض جبهة إسطنبول التي قررت تعيين محمد حسين قائماً بعمل مرشد الجماعة، ما فاهم الخلافات بين الجبهتين المتناحرتين والمتنافستين على السلطة.
وأعلنت جبهة إسطنبول أن مجلس الشورى العام في الجماعة درس في جلسته هذا الأسبوع تطورات أوضاع “الإخوان” الداخلية ونظر في مذكرة مقدمة من اللجنة القائمة بعمل المرشد العام بشأن تفعيل العمل بالمادة الخامسة من اللائحة العامة للجماعة، وقرر تنفيذها، مبينة أن اللائحة تنص على أنه “في حال حدوث موانع قهرية”، حسب وصفها، تحول دون مباشرة المرشد لمهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد.
وأضافت أنه وحيث لا يوجد حالياً من أعضاء مكتب الإرشاد بعد اعتقال محمود عزت سوى محمود حسين، فقد قرر المجلس أن يتولى الأخير مهام القائم بأعمال المرشد العام لـ”الإخوان”.
وكانت جبهة لندن قد قررت بعد ساعات قليلة من إعلان نبأ وفاة إبراهيم منير، تعيين محيي الدين الزايط خلفاً له، ولحين الإعلان عن من يقوم بعمل القائم بأعمال المرشد. كما أعلنت الجبهة، التي يقيم غالبية أعضائها في العاصمة البريطانية لندن، عن تمسكها بقيادة الجماعة وإعادة بناء مؤسساتها، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات منعقدة فور إعلان خبر وفاة إبراهيم منير لترتيب الأمور ولحين الإعلان عن نائب المرشد العام والقائم بعمله خلفاً له. وأشارت إلى أن إبراهيم منير كان قد كلف سابقاً محيي الدين الزايط، وهو نائب لرئيس الهيئة التي تقوم بمهام مكتب الإرشاد، بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية، متعهدة في بيانها بأنه سيحافظ على الجماعة ودورها.
ومر الصراع بين جبهتي إسطنبول ولندن داخل الجماعة بعدة مراحل، بعد أن زعم كل منهما وصول رسالة دعم وتأييد له من جانب مرشد الجماعة المتواجد في السجون المصرية، محمد بديع. وكان الانشقاق بدأ رسمياً في ديسمبر 2021 مع إعلان جبهة إسطنبول إعفاء إبراهيم منير من مهام القائم بعمل المرشد العام للجماعة، وتكليف مصطفى طلبة بالقيام بمهامه، فيما ظهر مؤخراً تيار ثالث يصارع على قيادة الجماعة ينتمي لـ”جبهة الكماليين” نسبة لمحمد كمال، القيادي الإخواني الذي قتل في اشتباكات مع قوات الأمن عام 2016، وكان يتولى قيادة اللجان المسلحة للإخوان، ما يشير إلى تفتت الجماعة وتشتتها بين الجبهات الساعية للحصول على المراكز القيادية والسيطرة على التنظيم بأكمله للاستفادة من الأموال والتحكم فيها.