الرياض – البلاد
يشتمل الإلتهاب من النوع الثاني على عدم انتظام مزمن لكل من الخلايا التائية التكيفية المساعدة (TH2) والخلايا اللمفاوية الفطرية من النوع الثاني (ILC2) وغيرها من الأنواع الأخرى للخلايا. وتؤدي المحفزات البيئية والعوامل الوراثية واضطراب الحاجز إلى استمرار تنشيط الخلايا المناعية الفطرية والتكيفية، حيث تنتج هذه الخلايا سيتوكينات رئيسية من النوع الثاني، بما في ذلك IL-4 وIL-13 وIL-5 وIL-31.
وقال الدكتور أسامة مرغلاني، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة جراحة الأنف والأذن والحنجرة و جراحة الرأس والرقبة في جامعة أم القرى أن السيتوكينات IL-4 وIL-13 تعد المحركات الرئيسة والمركزية للالتهاب من النوع الثاني. فعلى سبيل المثال، تنتمي أمراض مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية والتهاب الجيوب الأنفية الفطرية إلى الإلتهاب من النوع الثاني، وكذلك الربو والتهاب الجلد التحسسي وحساسية الطعام. وتبلغ نسبة المرضى ممن يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية بسبب الالتهاب من النوع الثاني إلى 80% تقريباً.
وأضاف مرغلاني أنه يوجد هناك دائماً طرقاً مختلفة لعلاج أي مرض، ويعد التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية من الأمراض المنهكة التي تؤثر على جودة حياة المريض بشكل عام. وتستخدم العلاجات الحالية لعلاج هذا المرض بطريقة متدرجة تعتمد على شدة الأعراض. وفي حين قد يستجيب المرضى مبدئياً لنظم العلاج الطبي، إلا أن التحكم طويل الأمد بمرض التهاب الجيوب الأنفية المترافق مع زوائد أنفية هو أمر لا يمكن التحكم به، حيث غالباً ما يعود المرض. وهناك تقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى 46-79% من المرضى سيحتاجون إلى عمل جراحة لمعالجة الأعراض المستمرة بالرغم من العلاج، وأن معدلات عودة المرض لدى المرضى ممن يعانون من حالات شديدة لالتهاب الجيوب الأنفية المترافق مع زوائد أنفية تصل إلى 79%.
إن التهاب الجيوب الأنفية هي مرض التهابي يصيب الأنف والجيوب الأنفية. ويظهر التهاب الجيوب الأنفية عند البالغين دون زوائد أنفية بشكل رئيسي مع الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة T-helper 1، بينما في حالة التهاب الجيوب الأنفية المترافق مع زوائد أنفية فيظهر في الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة T-helper 2 والالتهاب اليوزيني. ويظهر التهاب الجيوب الأنفية لدى الأطفال مرتبطاً بالخلايا المتعادلة والخلايا البلعمية والخلايا اللمفاوية. كما تم الكشف عن الارتباط بين انسداد المعقد الصماخي والجيوب الأنفية لدى البالغين، إلا أن ذلك ليس واضحاً لدى الأطفال.
وتشهد دول الخليج عبئاً غير مسبوق لالتهاب الجيوب الأنفية المرتبط بزوائد أنفية كونه مرتبطاً بنسبة عالية لانتشار الأمراض وانخفاض جودة الحياة المرتبطة بالصحة. كما أن للأعراض المستمرة لاحتقان وسيلان الأنف وفقدان الشعور بالرائحة تأثير كبير على جودة الحياة المرتبطة بالصحة. ويبدو على معظم المرضى المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية التهاب مجرى الهواء من النوع الثاني، حيث يتحمل هؤلاء المرضى العبء الأكبر من المرض.
وقد يكون من الصعب معالجة التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية لدى المرضى من ذوي العبء الأكبر، حيث تتضمن طريقة العلاج الحالية الكورتيكوستيرويدات و/أو جراحة الجيوب الأنفية. إلا أن هذه الخيارات قد تترافق مع ظهور الزوائد الأنفية من جديد، كما قد يحتاج المرضى إلى جراحة مراجعة. وإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر لا يمكن إهمالها ترتبط بالاستخدام المتكرر للستيرويد والجراحة.
ولالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية تكاليف مباشرة وغير مباشرة على المرضى والمجتمع. ومن بين المرضى المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المترافقة مع زوائد أنفية والربو أو ممن لديهم تفاقم في أمراض الجهاز التنفسي نتيجة الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، فإن زيادة شدة المرض المرتبطة بالتهاب النوع الثاني تتيمز أيضاً بارتفاع تكاليفها وتكاليف خدمات الرعاية الصحية المرتبطة بها.
تبدو على المرضى المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية، الاصابة بالتهاب المجرى الهوائي من النوع الثاني، حيث يتحمل هؤلاء المرضى العبء الأكبر من المرض. ونتيجة المسار الالتهابي من النوع الثاني المرتبط بالعديد من الأمراض المصاحبة، غالباً ما يعاني المرضى المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية من مرض الربو و/أو مرض الجهاز التنفسي نتيجة استخدام العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية. كما أن عبء المرض المترافق مع نسبة أقل من جودة الحياة المرتبطة بالصحة الجسدية والعقلية بالمقارنة مع المعايير السكانية يكون مرتفعاً بشكل خاص مع التهاب الجيوب الأنفية المترافق مع زوائد أنفية. ويظهر ذلك بشكل خاص عند المرضى الذين يعانون من الربو و/أو مرض الجهاز التنفسي نتيجة استخدام العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية.
واختتم مرغلاني أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية يعد مرضاً معقداً لا علاج نهائي له. وكما هو الحال مع الأمراض المعقدة الأخرى، يتفق الخبراء إلى حد كبير أن العلاج متعدد التخصصات هو الأكثر فائدة للمرضى. ونحن نوصي المرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية بالحصول على الرعاية اللازمة من قبل اخصائي الحساسية/ أخصائي المناعة وأخصائي الأذن والأنف والحنجرة. ويمكن لأخصائي الحساسية/ أخصائي المناعة تشخيص وإدارة المرض والحالات المرضية الأخرى، في حين يمكن لأخصائي الأذن والأنف والحنجرة إجراء تنظير الأنف وأخذ الخزعات وإجراء الجراحة إذا لزم الأمر. وفي حال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المتفاقمة نتيجة الأسبرين، فيوصى غالباً بإزالة حاسية الأسبرين بعد الجراحة لزيادة نجاح ومنع تكرار الأورام الحميدة. ويوفر التعاون بين أخصائي الحساسية/ أخصائي المناعة وأخصائي الأنف والأذن والحنجرة طريقة جديدة تركز على المريض من أجل التعامل مع التهاب الجيوب الأنفية المزمن المترافق مع زوائد أنفية بشكل فعال.