إن احتفالية “نور الرياض 2022” التي تجري فعالياتها هذه الأيام تحت شعار (نحلم بآفاق جديدة)، هي بلا شك مناسبة فنية عالمية كبيرة تضم أكثر من 100 فنان عالمي معاصر يمثلون أكثر من 40 دولة، ويشارك الفنانون السعوديون بنسبة 34 % من بينهم، والفعالية واحدة من برامج “الرياض آرت” في إطار مشاريع الرياض الأربعة الكبرى التي أطلقها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تحت قيادة وإشراف سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وذلك بهدف تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح يجمع بين الأصالة والمعاصرة بما ينسجم مع أهداف رؤية 2030 الهادفة إلى تعزيز الفنون بين سكان وزوار مدينة الرياض.
لقد أضحت الفنون اللبنة الأساسية المهمة لبناء وعي الشعوب من خلال المضامين الإيجابية للأعمال الفنية، حيث تهدف الأعمال الفنية المسؤولة إلى الوصول لعملية تقمص المتلقين لمضامينها الإيجابية، كما أن الفن عنصر فاعل في عملية حشد المجتمع حول الهموم الوطنية الكبيرة بجانب حفز الهمم والطاقات الوطنية للمشاركة في التنمية وزيادة معدلات الإنتاج من خلال تنمية الحس والذوق الفني الذي يقوم بترقية الخيال الإيجابي لدى الأفراد ويدفعهم لإنجاز المهام الموكلة لهم بكل دقة وإخلاص.
لذا فقد أخرجت رؤية 2030 الفن من دائرة التجاهل والتهميش وتقزيم الدور ومكنته ليساهم في عملية التنمية والبناء من صميم قناعتها بأن الفن أحد العوامل الرئيسية في عملية بناء الإنسان القادر على المشاركة الفاعلة في عملية التنمية، ولا غرو في ذلك فعراب الرؤية القائد الملهم قد أوضح بجلاء أهمية الفن ودوره عندما قال في لقائه مع مجلة التايم (أنا أحب الفن .. وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوقاً رفيعاً يجب أن يحب الفن ويقدره …)، وتسعى الدولة إلى تخريج مجموعة كبيرة من الفنانين بعد دعمها للفن وفتح كليات جديدة له في الجامعات السعودية، بجانب أن بعض المعاهد اعتمدت تدريس مناهج الفنون الموسيقية والتصويرية والرسوم وغيرها. والمطلوب زيادة عدد الكليات والمعاهد والمؤسسات الفنية سواء في مجال الموسيقى أو الرسم أو التصوير أو غيره، بالإضافة إلى أهمية وجود جهات داعمة وراعية للموهبين فنياً وإبراز إبداعاتهم من خلال وسائط الإعلام المختلفة، بجانب تفعيل دور القطاع الخاص في هذا الجانب وغيره.
وأخلص إلى أن هذه الاحتفالية الفنية العالمية فرصة ذهبية للمملكة لتبرز من خلالها للدول الأخرى مكانة الفن في المملكة وإسهامها فيه وكيف أن المملكة وصلت لمرحلة متقدمة من تعزيز دور الفنون. وأتطلع بمشيئة الله لرؤية فعالية “نور الرياض” وقد انتقلت إلى جدة أو تبوك أو أبها أو الدمام أو غيرها من مدن المملكة بحيث تشارك كل المناطق في هذه الفعالية العالمية الكبيرة.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@