طهران – البلاد
على مدى 47 يوما ظل نظام الملالي يستهدف الإيرانيين بالنيران الحية، لدرجة أن حصيلة القتلى في التظاهرات الجارية منذ سبتمبر الماضي وصلت إلى 188 قتيلا، بينهم عشرات الأطفال، في وقت تضرب فيه عاصفة النظام الصحفيين والأطباء، إذ كشفت منظمة دولية عن اعتقال 50 صحفياً.
وقالت منظمة “هرانا” الحقوقية التي يديرها نشطاء حقوق الإنسان في إيران، أنه منذ 17 سبتمبر الماضي حتى الأسبوع الحالي، جرى توثيق مقتل 288 من المتظاهرين من بينهم 47 طفلاً منذ بدء الاحتجاجات، مبينة أنها إنها استطاعت الحصول على العدد التقريبي للمعتقلين في هذه الاحتجاجات والذي بلغ 14 ألف و161 متظاهراً، لافتة إلى أنها تمكنت من الحصول على معلومات عن هوية 1694 منهم، كاشفة أن عدد القوات الأمنية من الشرطة والباسيج والحرس الذين لقوا حتفهم في الاحتجاجات بلغ 36 شخصاً.
وفي ما يتعلق باحتجاجات الطلاب الجامعيين المستمرة حتى أمس (الأربعاء)، قالت “هرانا” إن عدد المعتقلين الجامعيين بلغ 367، مشيرة إلى أن 129 جامعة شاركت في الاحتجاجات التي تعم المدن الإيرانية، فيما كانت 133 مدينة في حالة احتجاج. ووثقت المنظمة الحقوقية الإيرانية اعتقال أربعة محامين في الأيام الماضية، وقالت إن أمين عادل أحمديان، ونازنين سالاري، وبهار صحرايان ومحمود طراوت روي، من بين هؤلاء المحامين الموقوفين. وللصحفيين في إيران نصيبهم من القمع الذي تمارسه السلطات ضد الاحتجاجات، حيث نشرت لجنة حماية الصحفيين قائمة بأسماء 50 صحفياً اعتقلوا منذ بداية الاحتجاجات الأخيرة في إيران، مشيرة إلى إطلاق سراح 13 منهم بكفالة، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين المسجونين في إيران.
ومنذ بداية الاحتجاجات على الصعيد الوطني في إيران، تم اعتقال عدد كبير من الصحفيين والنشطاء الإعلاميين، حيث ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 46 صحفياً منذ بداية الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران، قائلة: “حرية الإعلام ليست حقًا للصحفيين فحسب، بل هي حق المجتمع أيضًا”، بينما لم يسلم القطاع الصحي من حملة القمع الممنهجة في إيران، حيث أعلن رئيس الجهاز الطبي الإيراني محمد رئيس زاده، عن اعتقال عدد من الأطباء.
وقبل أسبوع، دعم عدد من الأطباء في طهران المتظاهرين من خلال تنظيم مسيرة أمام مبنى الطب الشرعي، بينما ردت قوات الأمن بإطلاق النار على الأطباء واعتقالهم، وحولت التجمع إلى أعمال عنف، وبعد القمع العنيف للأطباء، استقال رئيس ونائب رئيس نظام طهران الطبي، لكن في وقت لاحق، عارض محمد رئيسي زاده استقالة موفيد علويان، رئيس مجلس إدارة نظام طهران الطبي. إلى ذلك، أعلنت منظمة “هنغاو” الكردية لحقوق الإنسان مصرع معتقل آخر تحت التعذيب، كاشفة أن “سامان قادربور” قتل على يد الأمن بعد اعتقاله في طهران. وأوضحت أن الشاب البالغ من العمر 37 عاماً توفي تحت التعذيب في 28 أكتوبر المنصرم. وبالتزامن أعلن طلاب جامعة “هرمزكان” جنوبي البلاد، إضرابهم عن حضور الفصول الدراسية، معتبرين أن صمت كل واحد من الإيرانيين سيؤدي إلى مزيد من تطاول وعنف المسؤولين، فيما نشر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين أسماء 48 طالبًا قتلوا خلال الأيام الأخيرة من الاحتجاجات. وشهدت مدينة سنندج، (غربا) نزول العديد من المواطنين إلى الشارع، مرددين “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، كما أشعل بعض المتظاهرين النار في الشارع.