بيروت – البلاد
تصاعدت الدعوات الدولية لانتخاب رئيس جديد في لبنان؛ لتجاوز المرحلة الحالية الصعبة مع دخول البلاد في “فراغ رئاسي” بعد انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية، فقد دعا الاتحاد الأوروبي وسفارات دول أجنبية، المجلس النيابي إلى سرعة انتخاب رئيس جديد للبلاد بـ”أقصى سرعة”، مطالبين القوى السياسية المختلفة بتحمل مسؤولياتها والتوافق، دون تدخل خارجي.
ودخل لبنان رسميا مرحلة “الفراغ الرئاسي” مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بعد فشل البرلمان خلال 4 جلسات في انتخاب رئيس جديد للبلاد يحصد الأكثرية المطلوبة. واستبق عون انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم باعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة، رافضا أن تمارس حكومة ميقاتي صلاحيات الرئيس، فيما أكد الأخير أن حكومته، التي تعد عملياً مستقيلة منذ الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي، ستتابع قيامها بتصريف الأعمال.
وطالب الاتحاد الأوروبي، أمس، القيادات اللبنانية بالاضطلاع بمسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة، نحو تنظيم انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة بأقصى سرعة. وقال الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل في بيان: في يوليو الماضي، جدد الاتحاد الأوروبي إطار عقوبات يسمح بفرض إجراءات تقييدية على الأفراد أو الكيانات التي تمنع الخروج من الأزمة اللبنانية، وبهدف تسهيل صرف التمويل الدولي الإضافي وكبح الاتجاه المتدهور للاقتصاد اللبناني”، في إشارة لمليشيات حزب الله المدعومة من إيران والأحزاب الموالية لها. وأضاف: “يجب التوصل إلى اتفاق تمويل مع صندوق النقد الدولي، وإنجاز الإصلاحات الرئيسية التي طال انتظارها دون مزيد من التأخير”، مؤكدا التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة مساعدة لبنان وشعبه للمضي قدماً نحو التعافي والاستقرار.
من جهتها، طالبت الخارجية الفرنسية، البرلمان اللبناني بانتخاب رئيس جديد للبلاد “دون إبطاء”، مشيرة إلى أن فرنسا دعت السياسيين إلى تحمل مسؤولياتهم وأن يكونوا على مستوى المرحلة، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين. ولفتت إلى أن “لبنان يمر بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية خطيرة وغير مسبوقة، تتطلب تفعيل عمل المؤسسات، واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض بالبلد، وتحسين الظروف المعيشية للبنانيين”، فيما أعربت السفارة الروسية في لبنان عن أملها في أن “ينجح شعب لبنان الصديق في تجاوز المرحلة الصعبة الحالية، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا في إطار عمل بناء مشترك، يؤخذ فيه رأي الجميع بعين الاعتبار ودون تدخل خارجي”.
إلى ذلك حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط من أن استمرار الشغور الرئاسي لفترة قد يطول أمدها، سيكون له تبعات سلبية علي لبنان في ظل التحديات الراهنة التي تواجهه، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على هامش القمة العربية بالجزائر. وحث أبو الغيط على “أهمية اضطلاع الحكومة الحالية بالإصلاحات الضرورية المطلوبة، وفي ذات الوقت اضطلاع السياسيين اللبنانيين بمسؤوليتهم، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية فوق أية اعتبارات أخرى وصولا لتوافقات تفضي إلى انهاء الانسداد السياسي والحيلولة دون الدخول في فراغ رئاسي لا تتحمله البلاد”.