طهران – البلاد
وجهت السلطات الإيرانية اتهامات إلى ألف شخص، بارتكاب أعمال شغب، بينما قال رئيس السلطة القضائية إنهم سيحاكمون علنا هذا الأسبوع في الوقت الذي تكثف فيه السلطات جهودها لإخماد الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من ستة أسابيع بعد وفاة الشابة مهسا أميني في الحجز لدى شرطة الأخلاق الشهر الماضي، فيما بدأ طلاب إضرابًا عامًا، في ظل تهديد وتحذير القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي للمتظاهرين بضرورة الكف عن الاحتجاجات.
وباتت الشوارع والجامعات في إيران صورة بارزة لتحدي السلطات المحلية، رفضاً لقمع السلطات للمظاهرات، حيث أظهرت مقاطع فيديو وصور، طلابًا في جامعات إيرانية وهم ينفذون إضراباً عاماً دون الدخول إلى قاعات الدراسة، فيما قال موقع “سحام نيوز” الإيراني، إن العديد من جامعات البلاد نظموا أمس إضراباً عاماً، وجلسوا في الحرم الجامعي بعد دعوة انطلقت الليلة الماضية، للتنديد بقمع الطلاب في جميع أنحاء إيران. وبشعارات “سنقاتل سنموت وسنستعيد إيران” ردد الطلاب المحتجون هتافات ضد نظام الملالي الذي بدأ المحاكمات العلنية للمتظاهرين لترهيب المشاركين في الاحتجاجات.
وطبقا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، فإن “مجموعة من طلاب جامعة الزهراء بطهران جلسوا في باحة الجامعة ورفضوا حضور الفصول الدراسية احتجاجًا على تعليق وحظر دخول بعض الطلاب الآخرين. ولليوم الثاني على التوالي، دخل طلاب جامعة العلامة طباطبائي في طهران اعتصاماً، فيما شاركهم فيه طلاب جامعة أمير كبير في طهران، رافضين الذهاب إلى الفصول في عدة جامعات أخرى، بحسب تقارير محلية. ونقلت منظمة “هرانا” الحقوقية عن مجلس اتحاد الطلاب، قوله إن هذا “الاعتصام الطلابي جاء احتجاجا على منع مجموعة من الطلاب من دخول الجامعة وتعليقهم لمدة شهر”. وفي أحدث إحصائيات عن عدد قتلى الاحتجاجات، قالت المنظمة الحقوقية أمس إن عدد القتلى آخذ في الارتفاع بسبب عنف السلطات، مشيرة إلى أن عدد القتلى بلغ 284 شخصاً بينهم 45 طفلاً، فيما بلغ عدد المعتقلين 14 ألفًا و56 شخصاً بينهم 276 طالباً جامعياً. وحول القتلى في صفوف القوات الأمنية خلال هذه الموجة من الاحتجاجات، قالت إن 36 من عناصر الأمن لقوا مصرعهم في هذه الفترة، مشيرة إلى أنها تمكنت من الحصول على معلومات 1293 شخصاً من معتقلي الاحتجاجات.
وشهدت أكثر من إحدى عشرة مدينة إيرانية احتجاجات ليلية صاخبة على الرغم من تحذيرات الحرس الثوري، وإطلاق النار من جانب شرطة مكافحة الشغب وعناصر الباسيج. يأتي ذلك فيما انضم صوت نساء العالم هو الآخر للاحتجاج، تضامنا مع الإيرانيين، وطالبت قيادات نسائية من 14 دولة، بينهن هيلاري كلينتون وأوبرا وميشيل أوباما، بطرد إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة بسبب عمليات القمع والعنف ضد المحتجين.
من جهتها، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس، إن ألمانيا تدين بأشد العبارات الحملة العنيفة التي شنتها قوات الأمن الإيرانية على المحتجين وقمع الدولة للصحافيين. وأضاف المتحدث أن ألمانيا ترحب بالعقوبات الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران، وقال إن برلين تنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات، دون توضيح مواعيد لها.