لست من المتابعين للسياسة والغواصين في بحورها لكنني من المراقبين عن كثب لكل المجريات ودائماً أقف إعجاباً وفخراً بسياسة السعودية مع العالم عموماً. فللمملكة منهج سياسي يستوقف كل ذي عقل! سياسة المملكة تستوعب كل الظروف وتحتوي كل المواقف لهذا فهي كيان عسير ورقم صعب.
جعلت الأعداء في دوامة يدورون حول أنفسهم، وجعلت الأصدقاء يفخرون بصداقتها، وجعلت البين بين يسعون للتقرب منها ويخطبون ودها، فمثلها لا يمكن التفريط فيه، المملكة منذ تأسيسها وتوحيدها رسمت لنفسها سياسة متفردة ولا زالت فقد انتهجت الحياد وعدم التدخل في شؤون الآخرين إلا بالخير. فمدت يد العون والإصلاح في جميع أرجاء المعمورة فساندت المحتاجين ودعمت السلام ودعت إليه وفضت النزاعات وأسست الخدمات وكم فتحت من أبواب المساعدات الإنسانية التي شارك فيها جميع المواطنين بكل الحب والمودة.
ومع كل مواقفها النبيلة والكريمة الثابتة والصامدة واجهت كثيراً من الجحود والنكران والاستفزازات وكانت وما زالت تقابل كل ذلك ببرود الحكمة واللامبالاة ولسان حالها يقول في بعض الأحيان والمواقف متبعاً ما قاله الله عز وجل (ادفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فتحلم رغم الإساءة وتعطي رغم النكران. وذات لسان الحال في بعض المواقف الأخرى يقول (اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ..
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله) ومع استمرار المملكة في سياستها الحكيمة ومع صلابة مواقفها تظل محط الأنظار وتزداد هيبةً وتمكيناً وفي السنوات الأخيرة أصبحت السعودية رقماً صعباً بالفعل ودولة سرقت الأضواء واسترعت الانتباه بما أحرزته من تقدم في جميع المجالات وما حققته من إنجازات وما ثبتت عليه في مواقف صعبه فاستحقت أن تكون السعودية العظمى بفضل الله ثم بقيادة حكيمة أصرت أن تجعلها في مصاف الدول بل وأن يكون الشرق الأوسط أوروبا جديدة.
نعم ستبقى السعودية بإذن الله تاجاً على رؤوس المحبين وقذاة في عيون الأعداء سواء من أفراد أو دويلات. فمن سلبه الله الرشد من أبنائها هو من يفرط في بلد كهذا البلد ويرميه بالسوء. فوالله لن يجد المرء بلداً آمناً وعيشاً رغيداً سوى في وطنه وبين أحبته وأهله فكيف به إذا كان وطنه السعودية. كم سمعنا من إخوة وأخوات من غير السعودية يتمنون لو كانوا من أهلها. السعودية أكرمها الله بنعم كثيرة وجليلة ففيها البيت الحرام ومسجد خاتم الرسل والأنبياء وفيها المناسك الطاهرة وفيها من الكنوز والثروات الخير الكثير وفيها ماء زمزم. أكرمها الله بحكام كرام وبشعب نبيل والحمد لله رب العالمين اللهم أدمها علينا نعم واحفظها من الزوال. دائماً أتذكر دعاء سيدنا إبراهيم الخليل في موضعين من القرآن الكريم حيث قال (رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات) (رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) آمين. اللهم احفظ بلادنا وقادتنا من كل سوء ودمتم.