جدة – البلاد
خطوات “حزب الله” محسوبة بدقة من ولاية الفقيه، فلا يقر شيئ إلا بإشارة من الملالي، منفذا لكامل أجندتهم في لبنان والمنطقة لتحقيق مايريدونه بالتفصيل، فتذهب الاستفادة لإيران ويبقى الشعب اللبناني في حالة توهان اقتصادي، وتضييق سياسي غير مستفيد من خيرات البلاد، فاتفاق ترسيم الحدود البحرية اللبنانية – الإسرائيلية ظاهره خير لبيروت وباطنه سيطرة إضافية من الحزب الإرهابي على موارد البلاد بمباركة من طهران التي يبدو أنها منحت تل أبيب الضوء الأخضر لرفع أعلامها في “الناقورة”، في تأكيد على أن العداء المعلن بين الطرفين وهمي، ولا يمثل الواقع، إذ تتعامل إيران ومن خلفها وكلائها في لبنان مع إسرائيل في كافة المجالات خفية، بينما يعلنون العداء غير الحقيقي للعالم.
وصول الوفدان اللبناني والإسرائيلي إلى منطقة رأس الناقورة الحدودية جنوب لبنان لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود التاريخي بين البلدين، بحضور الوسيط الأمريكي أموس هوكستين، يشير إلى أن “الريموت كنترول” بيد الملالي، ويؤكد اعتراف طهران وحزب الله بدولة إسرائيل على خلاف ما يتحدث به مسؤولي طهران ووكلائهم، وهو ما أشار إليه صراحة المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، مبينا أن الاتفاقية تمت بموافقة وإرادة “حزب الله” الذي لايقرر شيئا إلا بعد إذن الولي الفقيه، مؤكدا أن الاتفاق سيجعل بلاده من أكبر الدول المصدرة للغاز، مع الحصول على 17 % من أرباح حقل قانا الواقع في الجنوب اللبناني.
وعلى الرغم من الاتفاق، يرى العديد من الخبراء أن لبنان لا يزال بعيداً عن استخراج موارد النفط والغاز، وقد يحتاج من خمس إلى ست سنوات، فيما يعول حزب الله والسلطة الموالية له على وجود ثروات طبيعية من شأنها مساعدتهم في على السير في نهجهم الإجرامي، غير آيهين للتداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، لاسيما أن أكثر من 80% من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، في حين خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90 % أمام الدولار.
وتسخدم إيران عناصر حزب الله في حروبها المختلفة بالمنطقة، وتنقل لهم الأسلحة إلى سوريا عبر عدة محاور تحت غطاء نقل مواد إنسانية، وذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية، هي: المحور الجوي من خلال رحلات جوية، والمحور البحري من خلال سفن إيرانية تبحر نحو ميناء اللاذقية، والمحور البري من خلال مركبات وشاحنات عبر المعابر الحدودية بين سوريا والعراق. وقالت مصادر إن طهران تستخدم الطرق البرية من العراق إلى سوريا ومن هناك إلى لبنان لنقل الأسلحة الاستراتيجية والمواد الخطيرة، حيث تمر كل عدة أسابيع شاحنات تحت غطاء إرسال مواد إنسانية من إيران باتجاه لبنان عبر العراق وسوريا عن طريق معبر البوكمال لكنها محملة بالأسلحة الاستراتيجية والمواد الخطيرة. ولفتت إلى أن الإيرانيين يستخدمون هذا المحور البري بمساعدة الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس في الحرس الثوري بقيادة بهنام شهرياري وعناصر الوحدة 4400 بقيادة المدعو الحاج فادي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل أربعة عناصر موالين لإيران في القصف الإسرائيلي الذي استهدف، نقاطاً في محيط دمشق.
وفي الداخل الإيراني، تمددت التظاهرات الغاضبة لإسقاط نظام ولاية الفقيه، حيث نزل المئات إلى الشوارع في مدينة مهاباد في محافظة أذربيجيان شمال غرب البلاد، خلال تشييع متظاهر قتله قوات الأمن فيما طوق غاضبون مخفراً للشرطة بالمدينة. وهتف بعض المحتجين “لا يجب أن نبكي شبابنا، يجب أن ننتقم لهم”، في إشارة إلى مقتل المتظاهر الشاب اسماعيل مولودي. وواجهت القوات الأمنية المتظاهرين بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل شاب، بحسب ما أعلنت منظمة هنكاو الحقوقية غير الحكومية التي تتخذ من النرويج مقراً لها. وقالت وكالة إرنا إن 20 شخصاً قتلوا وأصيب مثلهم بينهم امرأة طفلان في هجوم على ضريح شاه جراغ في شيراز، فضلا عن مقتل ضابط برتبة لواء. ومنذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني تتواصل التظاهرات المطالبة برحيل نظام الملالي وإنهاء سيطرة مسؤوليه على الأوضاع السياسية والاقتصادية.