جدة – البلاد
تدعم إيران جميع التنظيمات والمنظمات الممولة للإرهاب في مختلف دول العالم من بينها حركة “حماس” التي تعتمد بشكل أساسي في تمويل أنشطتها السياسية والعسكرية على دعم طهران، فضلا عن استقطاع جزء من رواتب العاملين التابعين لها في الداخل، وجمع أموال من الخارج بزعم دعم القضية القلسطينية، غير أنها تسخر هذه الأموال في خدمة الإرهاب، ما دفع العديد من الدول خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، لفرض عقوبات على مسؤوليها الماليين، وشبكة استثمارية ومالية سرية واسعة، مرتبطة بالحركة.
وتمارس حركة حماس عمليات غسيل أموال وتهريب البضائع الممنوعة منها: السلع الغذائية، وتجارة السيارات المهربة، ومواد البناء. وقد تم تصنيف مسؤولي الحركة ضمن قائمة الإرهاب، إضافة إلى شبكة موسعة من ثلاثة ميسرين ماليين من حماس وست شركات حققت عائدات للجماعة الإرهابية من خلال إدارة محفظة الاستثمار الدولية في وقت سابق، حيث يمتلك مكتب الاستثمار التابع لحماس، الذي تشرف قيادته على هذه الشبكة، أصولاً تقدر قيمتها بأكثر من 500 مليون دولار، بما في ذلك الشركات العاملة في خمس دول.
وكشفت تسريبات استخباراتية غربية في وقت سابق، عن تغذية “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني لتحالف ثلاثي يضم التنظيم الإيراني من جهة، وتنظيمي “حزب الله”، وحركة حماس من جهة أخرى. وحسب تقارير رصد استخباراتية غربية، جرت في فبراير 2018 أولى محاولات التعاون بين إيران وحماس، حين نجح نائب رئيس مكتب حماس السياسي حينئذ صالح العاروري في إقناع قائد فيلق القدس بإمداد حماس بمسيَّرات انتحارية من طراز “شاهد 141″؛ إلا أن فشل الحركة في إصابة أهداف إقليمية، أدى إلى توتر في العلاقة بين الطرفين، وبعدها بوقت ليس بالطويل عاد التعاون بين قيادة حماس في قطاع غزة، ونظيرتها لدى قيادة فيلق القدس في طهران، ففي مقابل استئناف تمويل حماس إيرانياً، تتحول الحركة إلى بوق إعلامي يعتمد عليه لدعم فيلق القدس وأنشطته في المنطقة، لا سيما عمليات جناحه العسكري الحوثي في اليمن، والمليشيات الموالية له في سوريا والعراق، فضلاً عن عملياته التي يقوم بها “حزب الله” في لبنان وسوريا.
وجاءت نقطة تحول أخرى، جرى خلالها تعزيز العلاقات إلى حد كبير بين حماس و”حزب الله” خاصة في المجال الاستخباراتي، بينما دشنت حماس محوراً إعلامياً مباشراً بين رئيس جهاز استخباراتها العسكرية ورئيس وحدة استخبارات “حزب الله”، كما بدأ التعاون العسكري أيضاً، حين دشنت هيئة عمليات جناح حماس العسكري -وقتها- ممثلية له في لبنان. ومنذ 2018، شرعت حماس في إيفاد عناصرها إلى دورات تدريب وتأهيل على العمل الاستخباراتي وفي مجال السايبر بلبنان على يد شخصية إيرانية تُدعى عبدالرحمن الحمائي، بدأت حماس في تطوير قذائف صاروخية بالتعاون مع “حزب الله” ما يؤكد دعمها المستمر للإرهاب منذ ذلك الحين وحتى الآن.