الرياض- البلاد
أكد المتحدثون في “مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أن الاستثمار في الإنسانية والشباب، هو استثمار للمستقبل، وبناء السلام في المجتمعات وتوفير حياة كريمة للبشرية، مشيدين بالفكر الاستشرافي والنظرة الاستباقية لسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، لمواجهة ما يعيشه العالم اليوم من تحديات وبناء مستقبل أفضل. جاء ذلك خلال أعمال اليوم الأول للمؤتمر في نسخته السادسة، التي انطلقت أمس في الرياض، تحت شعار “الاستثمار في الإنسانية.. تمكين نظام عالمي جديد”.
شارك فخامة الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، ودولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية محمد شهباز شريف، في أعمال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي تناول العديد من القضايا التي تهم مستقبل العالم.
في كلمته الافتتاحية، أكّد محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر بن عثمان الرميان أن مبادرة مستقبل الاستثمار تعدّ بمثابة المحرك للتعاون العالمي مع أهمية الالتزام بالمقدرات ومن أبرزها الاستثمار في الإنسانية في نظام عالمي جديد.
وقال إن الصناعات المختلفة مثل الاتصالات والصحة وقطاع التجزئة والقطاعات الأخرى تعد من العوامل الرئيسة التي أسهمت في الحراك العالمي ، مشدداً على أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع هذا الحراك الصناعي وهو ما قادنا إلى استغلال الفرص المتاحة.
وأوضح أن المبادرة طورت إطاراً للحوكمة والبيئة الاجتماعية للأسواق الجديدة ، مبيناً أن أرامكو على سبيل المثال تمكننت من تطوير نظام جديد سيطلق في العام المقبل، يسهم في العمل على استيعاب انبعاث الغازات بوضوح.
وأشار إلى أن المملكة تمكنت من عمل شراكات مع شركات عالمية بتناغم كامل لتحقق الاستدامة لديها وفي جميع أنحاء العالم ، لافتا إلى أن صندوق الاسثمارات العامة يعدّ أول صندوق سيادي أصدر أول سند بمسمى السندات الخضراء، مبيناً أن سوق الكربون الطوعي يعدّ أحد أهم الأسواق التي يجب أن تتوحد فيه الجهود بين المستثمرين ورواد الأعمال لإيجاد فرص تعليمية للشباب في الاقتصاد المعرفي.
مواجهة التحديات
من جانبه قال وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح إن مستقبل الاقتصاد العالمي لعام 2023 يواجه تحديات بسبب ارتفاع التضخم وانخفاض القوة الشرائية.
وقال : علينا أن نركز على النمو الذي سيصبح أبطأ في العالم، بيد أن هناك الكثير من الفرص السانحة على مستوى التكنولوجيا وعلى مستوى الاستثمار في النظام العالمي الجديد.
وأكد وزير الاستثمار على أن رؤية 2030 تم تصميمها للعالم المستقبلي الذي سنعيش فيه بعد 10 أو 15 عاماً ، فإذا أردنا أن نعرف مفهوم النظرة الاستباقية لنعد إلى عام 2016، وما قام به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكيف خطط لمواجهة ما يعيشه العالم اليوم وبناء مستقل أفضل.
تفاؤل بالمستقبل
وخلال الجلسة الافتتاحية أشاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس ، بالدعم الكبير الذي تلقاه المؤسسة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومن قبل الشركاء وعلى رأسهم صندوق الاستثمارات العامة.
وقال: “إن المبادرة قامت بإعداد تقرير حول مجابهة التحديات العالمية من أجل إيجاد حلول لها، التي شارك فيه آلاف الأشخاص، موضحاً أن نسبة 77% من المبحوثين متفائلين بمستقبل أفضل، وأن الآمان المالي يعدّ من أبرز التحديات التي يواجهها 50 % من الأشخاص حول العالم.
أفضل الوجهات السياحية
توقع وزير السياحة أحمد الخطيب زيادة عدد السياح للمملكة بنسبة 300 % بحلول 2030، مضيفا أن المملكة حاليا استطاعت تحقيق أرقام تاريخية بخصوص عدد الزوار وإنفاق السياح. وقال خلال جلسة حوارية في مبادرة مستقبل الاستثمار، إن سمو ولي العهد أكد أنه يريد أن تصل المملكة إلى مساهمة قطاع السياحة بنسبة 10 % في الناتج المحلي الإجمالي وأن نكون إحدى أفضل الوجهات العالمية. وأضاف أن المملكة لديها الرؤية الواضحة لقطاع السياحة ووضعت الخطط ووفرت جميع الموارد لا سيما المالية من أجل تحقيقها، والآن تحقق الكثير من النجاحات ، وسوف نرى الكثير من الفرص والوجهات التي ستجعل المملكة في المقدمة.
«إنسانيتنا أولويتنا»
ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، عُقدت جلسة حوارية بعنوان “إنسانيتنا أولويتنا”، بحضور رئيس الوزراء السابق لبوتان داشو تشيرينغ توبغاي، ومؤسس ورئيس مؤسسة غبوي للسلام في أفريقيا الحائزة على جائزة نوبل للسلام ليما روبرتا غبوي لعام 2011، ومؤسس مؤسسة كايلاش ساتياثي للأطفال الحائز على جائزة نوبل للسلام كايلاش ساتيارتي لعام 2014.وتناولت الجلسة أهمية الاستثمار في الإنسانية لمعالجة البطالة والفقر.
كما سيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم. الاستثمار في الابتكارات
تناولت جلسات المؤتمر دور الاستثمار والتكنولوجيا ومدى قدرتهما على تحسين حياة المجتمع البشري بطرق وتقنيات لم يكن تصورها من قبل ، بالتقدم الذي أسهم في تحقق رعاية صحية متطورة، ووفر في الغذاء على نطاق واسع بفضل الابتكارات في الزراعة المستدامة, كذلك الأمر في تكنولوجيا التعليم وإسهامها في تحقيق التقدم الشخصي، كما أدت التطورات التكنولوجية التي تتمحور حول المستهلك – من الهواتف الذكية إلى الأجهزة القابلة للارتداء – إلى زيادة الإنتاجية وتمكين الإبداع وتسريع الوعي الذاتي الشامل.
وشددت الجلسة على أن التكنولوجيا تبدو أكثر من أي وقت مضى قادرة على دفع البشرية إلى عصرها التحولي التالي ، من خلال الاستثمار في الابتكارات التي من شأنها تعزيز القدرات البشرية في جميع أنحاء العالم.