الرياض : البلاد
تسعى المملكة العربية السعودية وتركيا بشكل وثيق من أجل تعزيز التعاون البرلماني الدولي، والتنسيق في مجالات الشؤون التشريعية وكذلك توثيق التعاون في العديد من المحافل الإقليمية والدولية وتأتي هذه المبادرة في إطار تفويض مجموعة الصداقة البرلمانية التركية السعودية .
حيث أوضح ذلك الدكتور خليل أوزان ، رئيس الوفد البرلمان التركي الذي يزور المملكة حالياً وهو ايضاً يترأس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية السعودية، قدم لمحة عامة عن العلاقات السعودية التركية المتنامية بشكل تدريجي والذي أشار على وجه الخصوص إلى جهود مكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن .
كما حضر السفير التركي فاتح أولسوي، وطاهر أكيورك، نائب قونية لدى الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا ( TBMM ) ، وبهار أيفاز أوغلو، نائب طرابزون في TBMM ، ومحمد تركاي ، السكرتير الثاني في السفارة التركية. وكان في استقبال الوفد التركي اليوم الأربعاء وليد بن عبد الكريم الخريجي، نائب وزير الخارجية حيث ناقش الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين الصديقين.
كما تم استقبال الوفد التركي المكون من 600 عضو في مجلس الأمة التركي الكبير من قبل رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بمقر المجلس بالرياض اليوم الثلاثاء وفي مستهل اللقاء رحب الدكتور آل الشيخ بالبرلمانيين الأتراك وقام بإطلاعهم على آلية تسيير أعمال المجلس ودوره في مجالي الشؤون البرلمانية والتشريعية حيث أجرت المجموعة لقاء دافئاً وودياً مع مجموعة الصداقة التركية التابعة لمجلس الشورى .
وقال الدكتور أوزجان مشيراً إلى المباحثات الثنائية “أن الجانبين استعرضتنا العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى والجمعية الوطنية الكبرى لتركيا وسبل دعمها وتطويرها إضافة إلى التنسيق بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية ” حيث شدد الوفد التركي على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه المملكة وتركيا على الصعيدين الإقليمي والدولي مؤكدين أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات بين البلدين مضيفاً ” أن لقاءاتنا بصفتنا ممثلين عن بلدين صديقين وشقيقين كانت ايجابية جداً وبناءة وواعدة ” على حد قوله .
وفي سياق متصل، أشار الدكتور أوزجان إلى الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى المملكة في شهر أبريل وكذلك الزيارة اللاحقة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد ورئيس الوزراء للمملكة العربية السعودية في شهر يونيو من العام الجاري حيث صرح الدكتور أوزجان ” أن زيارات كبار المسؤولين ساعدت في الإرتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق جديدة مضيفاً أن تركيا ترغب بزيادة التحرك الدافعة في العلاقات الثنائية ويهدف هذا البرلمان الدولي إلى مساهمة غالية في هذا الصدد قائلاً ” أن هناك زيادة ملحوظة في التجارة الثنائية بين البلدين بعد الزيارات رفيعة المستوى وتنظم مجموعات الأعمال زيارات متكررة لبعضها البعض” على حد وصفه .
وبشأن جهود تركيا في مكافحة الإرهاب قال الدكتور أوزجان ” أن تركيا تكافح بشكل فعال الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره منذ عقود بدءًا من منظمة فتح الله الإرهابية (FETO) ، وحزب العمال الكردستاني اختصاراً ( PKK)الإنفصالي العرقي ، و جبهة التحرير الشعبية الثورية ( DHKP-C ) اليسارية إلى الجماعات الإرهابية مثل القاعدة والداعش” . كما أضاف الدكتور أوزجان إن الجماعات الإرهابية التي تستهدف بلادنا تعمل عبر الحدود الوطنية وتدير معسكرات تدريب، و تحصل على موارد مالية ، وتستغل على وسائل إعلامية لنشر دعايتها . أن تركيا كدولة عانت كثيرة من الهجمات الإرهابية وهي تقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب حيث تدين تركيا دائماً جميع أنواع الإرهاب بما في ذلك الهجمات الإرهابية على مصالح المملكة .
كما اشار إلى “أن نجاحنا في مكافحة الإرهاب يعتمد على إنتاجنا الدفاعي” بينما أضاف النائب الدكتور أوزجان ” يتم إنتاج حوالي 70 إلى 80% من أسلحتنا وذخائرنا محلياً في تركيا وهي تعتبر واحدة من عدد قليل من الدول التي تصنع طائرات بدون طيار مسلحة مزودة بُعداً آخر إلى قوتها العسكرية الإقليمية” بالإضافة إلى ذلك ، تخطط تركيا لبناء طائرات هليكوبتر هجومية خاصة ، وطائرات مقاتلة بدون طيار وكذلك أنظمة دفاع صاروخي ونحو ذلك من المعدات الحربية والذخيرة المبتكرة.
كما اضاف الدكتور أوزجان مشيراً إلى بيان الرئيس أردوغان الذي اعرب خلاله عن دعم الحكومة التركية تجاه ترشيح المملكة لإستضافة معرض إكسبو 2030م.
وفي سياق متصل، قال طاهر أكيورك، عضو آخر في البرلمان التركي في حديثه بشأن العلاقات السعودية التركية المتنامية والمصالح التركية في تعزيز التضامن الإسلامي ” أن ألعاب التضامن الإسلامي 2021 كانت في قونية في تركيا تحت رعاية الإتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي في حين تم تنظيم الألعاب كجزء من النسخة الخامسة التي أقيمت في الفترة من 9 إلى 18 أغسطس 2022م لأول مرة من قبل اللجنة الأولمبية التركية.
كما أضاف أكيورك مشيراً إلى أن وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وهو أيضاً رئيس الإتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي والذي انضم إلى الرئيس التركي أردوغان في حفل افتتاح الألعاب حيث شارك في الحدث أكثر من 4200 لاعب من 56 دولة بما في ذلك المملكة العربية السعودية مع مجموعة كبيرة من الرياضيين متضمناً 27 رياضة مختلفة مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة القدم والجمباز الأيروبيكي وركوب الدراجات والمصارعة وتنس الطاولة والتايكواندو وغير ذلك.
ورداً على سؤال حول فرص تعزيز التعاون في قطاع السياحة، قالت بهار أيفاز أوغلو، عضوة في البرلمان التركي من مدينة طرابزون مضيفاً أن تركيا معروفة دولياً ولها سمعة على المستوى الدولي لإستضافتها أهم الإجتماعات والمؤتمرات من العالم ومن إغراءات المدن الكبرى في تركيا تشمل مراكز المنتجعات والمأكولات التركية المشهورة عالمياً وكذلك المطاعم والحياة الترفيهية والأنشطة الثقافية كلها تجذب السياح من جميع أنحاء العالم .
وبالإختصار أن تركيا في الوقت حالي ، مع إمكاناتها السياحية الهائلة والتنوع الكبير في مواردها الطبيعية ، وهي قادرة أن تلبي متطلبات قطاعات السوق المختلفة بما في ذلك المسافر الأكثر تطوراً وطلباً متزايداً واليوم يتدفق السياح بأعداد متزايدة إلى تركيا حيث لفتت أيفاز أوغلو إلى أنه بعد رفع قيود السفر بين المملكة وتركيا ، زار أكثر من 250 ألف مواطن سعودي تركيا ووقالت بصفتها نائبة محافظة طرابزون والتي اصبحت الوجهة المفضلة لدى السائحين السعوديين موضحة أن الشعب التركي يرحب دائماً بإخوانهم السعوديين وأخواتهم على حد قولها .