البلاد: متابعات
كان لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير في العديد من القطاعات ومنها قطاع الرياضة الذي بدأ يتلاءم مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص. ومع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، تستعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنجاز مثير يتوّج نهاية عام 2022، ولذلك فإن منصات التواصل الاجتماعي بدأت بتوفير تجارب جديدة لمستخدميها. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً لتتبع الأخبار المتعلقة بالرياضة، إذ إنها تتيح للمشجعين التواصل والتفاعل معاً وتبادل الآراء حول فرقهم ومشاركة أروع اللحظات المفضلة من المباريات. وقد أحدثت الاتجاهات الحديثة التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها البث المباشر للمباريات والتعليقات الحية من قبل الخبراء، نقلة نوعية في كيفية متابعة الناس لكأس العالم.
ذكر تقرير حديث صادر عن “جوجل” بأن الاهتمام بمنصة التواصل الاجتماعي “يوتيوب” في ما يتعلق ببطولة كأس العالم لكرة القدم آخذ بالازدياد، حيث تجاوزت نسبة البحث عن حدث هذا العام مقارنة بالعام 2018 بنسبة 80٪. بالإضافة لذلك، تتوقع شركة “جوجل” أيضاً أن تشهد مباريات 2022 ارتفاعاً في أوقات المشاهدة بأكثر من 30٪، وأن يبلغ عدد المشاهدين حوالي 300 مليون شخص نتيجة لذلك.
تجمع بطولة كأس العالم بين المشجعين بطرق كثيرة، وعلى عكس المواسم والأوقات الأخرى ينشط عشاق كرة القدم مندفعين بشغفهم وحماسهم على وسائل التواصل الاجتماعي طوال فترة البطولة. ونظراً لأن العالم بأسره يتوجه بأنظاره إلى المباريات فمن الطبيعي أن يختار البعض إلهامهم من ذلك الحدث العالمي ويحققوا أحلامهم الكروية. تتيح منصات مقاطع الفيديو القصيرة للجميع عبر خوارزمياتها الذكية القدرة على مشاركة قصصهم حول كرة القدم وأن يصبحوا نجوماً ويجدوا أشخاصاً يشاركونهم طريقة التفكير من جميع أنحاء المجتمع. ومن اللاعبين الذين اكتسبوا العديد من المعجبين من خلال الترويج لكرة القدم الاستعراضية عبر منصات الفيديو القصيرة هو أحمد صلاح (الحساب على “لايكي”: ahmedsalah_100) من مصر.
بدأ أحمد ممارسة لعبة كرة القدم منذ أن كان في السابعة من عمره وكان يلعب ويشاهد كرة القدم في أي مكان وفي كل مكان تقريباً مع العائلة والأصدقاء. وأصبح أحمد مفتوناً بهذه الرياضة بمجرد أن شاهد مقطع فيديو للاعب كرة القدم البرازيلي رونالدينو وهو يؤدي بعض الحركات الاستعراضية على يوتيوب. ثم بدأ في البحث عن حركات كرة القدم الاستعراضية على الإنترنت ليتعلم تكتيكاتها وبدأ التدريب بمفرده لمدة ساعتين تقريباً كل يوم حتى تمكن من تطوير مواهبه في كرة القدم الاستعراضية وصقلها بشكل كامل. وفي عام 2015 اتخذ أحمد قراراً جريئاً بالبدء في تصوير الأفلام ومنتجتها وتحميلها على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به من أجل مشاركة معرفته بكرة القدم الاستعراضية مع المشاهدين بطريقة إبداعية وجذابة.
ومنذ ذلك الحين أتيحت الفرصة لأحمد للظهور على محطات التلفزة المحلية، ونشرت حوله تغطيات إعلامية تشيد بمهاراته الفنية الرفيعة المستوى في كرة القدم الاستعراضية، وفي عدد من الإصدارات المطبوعة أيضاً. ونتيجة لذلك، ارتفعت شعبيته على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ولكن عندما التحق بالخدمة العسكرية في مصر اضطر إلى التوقف عن أنشطته على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد أن أنهى أحمد خدمته العسكرية، وعندما تابع صناعة المحتوى لوسائل التواصل الاجتماعي، دفعه إلهامه ليصبح أكثر نشاطاً ويزيد من وتيرة وانسجام المحتوى الخاص به على منصات التواصل الاجتماعي مثل “لايكي”، إحدى منصات إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي وفّرت له منصة مشهورة على نطاق واسع، مع فئات جديدة من المشاهدين لتعزيز انتشاره وشهرته. كما عملت المنصة على دعم أحمد من خلال الترويج لمحتواه عليها ودعمت زيادة مشاركته داخل دول مجلس التعاون الخليجي بشكل سلس، مع التركيز على إنشاء مقاطع فيديو قصيرة. تكمن براعة مقاطع الفيديو القصيرة في أن كل ثانية منها مصممة لجذب انتباه الجمهور ومواصلة مشاهدته لها. لذلك فقد أنشأ أحمد مقاطع فيديو قصيرة مدهشة حول أسلوبه في لعبة كرة القدم الاستعراضية حيث جمع حتى الآن أكثر من 40 ألف متابع على “لايكي”، وفي كثير من الأحيان تحظى مقاطع الفيديو التي ينشرها على أكثر من ثلاثة آلاف مشاهدة.
يقول أحمد صلاح: “ما يهمني أثناء صناعة المحتوى ونشره هو التأثير الإيجابي وجذب انتباه الناس. وبعبارة أخرى، فإن هدفي هو صناعة محتوى يمكن أن يثير اهتمام كل من يتابعني إما من الناحية الفنية بحيث يتعلّموا مهارات محددة أو كنوع من التحدي من أجل الاستمتاع بها”. وأضاف قائلاً: “أعتقد أن الميزة الرئيسية للمحتوى الذي أنتجه هي أنه يساعد المشاهدين على اكتساب مهارات جديدة تساعدهم بشكل أكبر أثناء استمرارهم في لعب كرة القدم سواء بشكل احترافي أو مع أصدقائهم. والسبب الذي يشعرني أن المحتوى الخاص بي يلقى صدى جيد لدى جمهوري هو التعليقات التي أتلقاها من المعجبين على مقاطع الفيديو التي أشاركها”.
تغيرت حياة أحمد بسبب الفرص العديدة التي اغتنمها من خلال اكتشافه على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحمد معلقاً خلال مناقشته حول الردود التي يتلقاها من المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي: “دائماً ما يعلق الذين يتابعوني على منصات مثل “لايكي” على مقاطع الفيديو التي أشاركها بطريقة إيجابية، ويشجعونني على الحفاظ على المحتوى الخاص بي ومواصلة الطريقة التي أقدم بها، ويطلب مني بعض الأشخاص أيضاً المزيد من مقاطع الفيديو الفنية أو التعليمية ويتفاعلون بشكل إيجابي مع المواد المنشورة.” وأثناء الحديث معه حول تفاعلاته مع الناس في الشارع قال: “تدهشني طريقة ترحيب الناس بي حين يلتقطون صوراً تذكارية معي أو أقابلهم صدفة في الشارع. وغالباً ما يعرفونني ويبدون رأيهم اللطيف بقناتي وعملي بأسلوب ودّي وإيجابي جداً”.
كما أن شهرة أحمد على وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت له أيضاً التعاون والعمل مع عدد من نجوم كرة القدم الدوليين، وقال معلقاً على ذلك: “قمت منذ عامين بدعوة ميلودي دونشيت (الفائزة ببطولة العالم لكرة القدم الاستعراضية للسيدات لعام 2020) إلى تحدٍ بكرة القدم الاستعراضية، والتقيت أيضاً بمارسيلو (لاعب كرة القدم السابق في ريال مدريد) وشاركت مقاطع الفيديو على قناتي وحصل فيديو التحدي مع ميلودي الذي تم نشره على منصتي على “لايكي” على تفاعل عدد كبير من المشاهدين”.
تشكل قصة أحمد شهادة واقعية بأنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يمكن لأي شخص عادي تكوين قاعدة معجبين كبيرة اعتماداً على شخصيته ومحتواه المرتبط به، وبأنه قادر على صنع مصداقية في مجال محدد أو باستخدام أسلوب معين من مواد تروق لجمهور كبير بفضل كل ما ذكر آنفاً. ومع ذلك، يجب أن يكون مستعداً للتغلب على العقبات التي تعترض طريقه، وإذا لم يكن مبتكراً باستمرار وقام بتغيير وتطوير مواده فإن صانع المحتوى يعرض نفسه لمخاطر تملل جمهوره وتحولهم عنه.
تعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومع انطلاقة بطولة كأس العالم لكرة القدم فمن المرجح أن يشارك المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مثل “لايكي” مقتطفات صغيرة من اللحظات المفضلة لديهم من المباريات ومن التحليلات المعمقة لها وللأهداف الرائعة وغيرها الكثير.
يشهد عالم الرياضة تطوراً مستمراً، ومع اكتساب التكنولوجيا انتشاراً سريعاً، فمن الضروري أن نتوقع أحدث الاتجاهات المستجدة، وأن نتكيف معها مباشرة من أجل تحقيق أقصى استفادة منها، لا سيما في ظل التغير المستمر لسلوك المستهلكين وتوزّعهم الديموغرافي. مهما كانت الرياضة التي تستمتعون بها أكثر، بإمكان مقاطع الفيديو القصيرة أن تشرح لكم كيفية تطوير مهاراتكم الضرورية، إذ إن كل ما يتطلبه الأمر هو الالتزام وبأن يكون لديكم حساب على إحدى منصات إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة للحصول على دروس تفصيلية من المبدعين المحترفين.