عدن – البلاد
اتهمت الحكومة اليمنية، ميليشيا الحوثي بالسعي إلى إعادة البلاد إلى حالة الحرب وتوسيع نطاقها لتشمل تهديد الملاحة في البحر الأحمر والمصالح الدولية النفطية في اليمن والمنطقة، في إشارة إلى رفض الميليشيا المدعومة من إيران مقترحا أمميا لتوسعة وتمديد الهدنة التي انقضت مطلع الأسبوع الماضي.
وأكد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، خلال مباحثات عبر الاتصال المرئي مع المبعوث السويسري الخاص إلى الشرق الأوسط وولف جانج أميدس، أن حكومته قدمت تنازلات كبيرة من أجل إحلال السلام، لكن هذه المرونة قوبلت بتعنت وصلف حوثي لا مبرر له، سوى تغليب مشروع إيران التوسعي على حساب مصلحة اليمنيين، فيما أكد المبعوث السويسري، وقوف بلاده إلى جانب أمن اليمن واستقراره ودعمها لوحدته وسيادته واستقلاله، موضحاً أهمية اعتماد المبادرات والمشاريع المقترحة للحل السلمي على مخرجات الحوار الوطني الشامل كأحد مرجعيات الحل الشامل والاستفادة من الحلول التي توافق عليها اليمنيون.
وتستمر جرائم ميليشيا الحوثي في اليمن، والتي لم تقتصر على القتل والإصابة بل تعدت إلى الاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري لعشرات الأطباء والمسعفين واتخاذ البعض منهم دروعاً بشرية، إذ قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إنها سجلت 5119 انتهاكا حوثيا، طالت المرافق الصحية والمستشفيات والعاملين في المجال الصحي، في اليمن خلال الفترة الزمنية من يناير 2018م وحتى، مارس 2022م.
وأوضح تقرير صادر عن الشبكة الحقوقية، أن الانتهاكات الحوثية توزعت بين القتل المباشر للكادر الطبي والمسعفين والإصابة جرائم الاعتقال والإخفاء القسري التي طالت الأطباء والممرضين، الإعدامات الميدانية، الاعتداءات الجسدية، وإغلاق المرافق الصحية والمستشفيات الاستهداف المباشر بقذائف الهاون ومدافع الهوزر وصواريخ الكاتيوشا، إضافة إلى تفجير وتفخيخ المنشآت الصحية والاستيلاء على الإغاثات الطبية، نهب المستشفيات، وبيع الأدوية في الأسواق السوداء وحرمان المدنيين منها.
ولفت التقرير إلى أن الفريق الميداني للشبكة رصد 92 حالة قتل منها 39 حالة قتل أطباء و24 حالة قتل ممرضين، و29 حالة قتل سائقين سيارات الإسعاف، وتوزعت حالة القتل بين 24 حالة قتل نتيجة طلق ناري مباشر، 28 حالة قتل نتيجة زراعة الألغام الأرضية، 21 حالة قتل نتيجة القنص المباشر، 17 حالة قتل نتيجة القصف العشوائي والاستهداف المباشر للمراكز الصحية والمستشفيات، كما وثق الفريق 159 حالة إصابة بينهم 52 حالة إصابة أطباء، 49 حالة إصابة ممرضين، و56 حالة إصابة لسائقين سيارات الإسعاف.
وذكر تقرير الشبكة الحقوقية أن جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية لم تقتصر على القتل والإصابة بل تعدت إلى الاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري لعشرات الأطباء والمسعفين واتخاذ البعض منهم دروعاً بشرية مما عرض حياتهم للمخاطر، حيث تم رصد 216 حالة اعتقال واختطاف حيث تم اختطاف أغلبهم أثناء تواجدهم في المستشفيات والمراكز الطبية أو عيادتهم الخاصة.
وأشار إلى أنه بجانب الاختطافات والاعتقالات غير القانونية مارست ميليشيا الحوثي جريمة الإخفاء القسري حيث قامت بإلقاء القبض على بعض من الأطباء والممرضين قهرا ورفضت الكشف عن أماكن اعتقالهم ورفضت الاعتراف بحرمانهم من حريتهم حيث رصد الفريق 39 حالة إخفاء قسري مع أن جميع المختطفين تنطبق عليهم مواصفات الإخفاء القسري.